تتناول الأفلام المشاركة فى الدورة الخامسة من مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية عددا كبيرا من القضايا السياسية والاجتماعية والإنسانية المهمة حيث سلطت الأفلام الضوء على قضايا الإرهاب والجماعات الدينية المتطرفة والاستعمار والعنف الجنسى، والمؤامرات السياسية ومشاكل التعليم ولم تخلو من بعض الرومانسية والقصص الإنسانية الممتعة.
ويأتى فى المقدمة الفيلم التسجيلى «واجب التذاكر» سيناريو وإخراج مامادو سيسيه، وتدور أحداثه حول الأحداث التى عاشتها المناطق الشمالية فى مالى، فى الفترة ما بين مارس 2012 إلى يناير 2013، تحت وطأة المجموعات المسلحة الإسلامية، أنصار الدين، الحركة الأصولية للجهاد فى غرب إفريقيا والحركة الوطنية لتحرير «أزاواد» ويسترجع العمل فترات الغزو الجهادى التى لا يمكن نسيانها ويقدم قصص سكان مالى القدامى وقصص الشباب الذين عانوا من القوانين الإسلامية الجهادية.
وهناك أيضا الفيلم البلجيكى «الرجل الذى يصلح المرأة» ويعرض ضمن أفلام الحريات للمخرج تييرى ميشيل وتدور أحداث الفيلم فى منطقة كيفو بالكونغو، حيث يتعرض مئات النساء للعنف الجنسى وفى هذا السياق، يقوم رجل يدعى «مكواجى» وهو طبيب أمراض النساء بإصلاح ما لحق بضحاياه، ويناضل من أجل وضع حد لتلك الاعتداءات ويدين الإفلات من العقاب الذى يتمتع به الجناة.
وإلى «صفارة فاسوفانى» وهو فيلم تسجيلى من بوركينا فاسو، للمخرج «ميشيل زونجو»، وتدور أحداثه فى مدينة «كودوجو»، وهى مدينة صناعة النسيج الرئيسية فى بوركينا فاسو التى تحتضن مصنع «فاسو فاين» الذى يؤثر بشدة فى البلد لدرجة أن المدينة بأكملها تعيش على الإيقاع الذى يفرضه المصنع، ويتناول الفيلم صفارة «فاسو فاين» التى كانت بمثابة جرس يوقظ الجميع فى الصباح، بينما ظل المصنع رمز الاستقلال والازدهار فى البلد ولكنه أغلق عام 2001 طاردا مئات العمال وزعزع المدينة بأكملها بعد 10 سنوات من ذلك التاريخ، وقد قابل المخرج هؤلاء العمال القدامى ليقف على تداعيات هذه الكارثة الاقتصادية الاجتماعية.
ويبرز أيضا الفيلم النيجيرى «mona» الذى يعرض فى المسابقة الرسمية والعمل مأخوذ من قصة حقيقية لزيارة رئيس وزراء البرتغال للندن فى صيف عام 1973 بعد وقوع مذبحة فى «موزامبيقا» أحد مستعمرات البرتغال التى راح ضحيتها مئات الأبرياء، وهذه الزيارة لم تحظ بأى تغطية إعلامية إسبانية، وفى الفيلم يجرى استئجار «منى» لتقوم بقتل رئيس الوزراء أثناء تلك الزيارة.
ومن الأفلام الحاضرة بقوة فيلم «استقلال» الذى يعرض ضمن مسابقة أفلام الحريات وتدور أحداثه حول الحرب فى أنجولا فى الفترة ما بين 1961 و1974 التى حرصت البرتغال على استمرارها بشتى الطرق من خلال استخدامها طاقتها العسكرية والاقتصادية.
ولا يمكن تجاهل الفيلم الهندى «استجواب» ويعرض فى قسم أفلام الحريات، وتبدأ أحداثه بالقبض على مجموعة من المهاجرين من قبل الشرطة المحلية ويتم تعذيبهم وإجبارهم على الاعتراف بجريمة لا يعلمون عنها شيئا، وعندما يبدو الأمل ضعيف فى إثبات البراءة، يأتى شرطى ليدلى بأقواله أمام المحكمة ويفرج عنهم.
وينبغى الإشارة كذلك إلى الفيلم المصرى «أبدا لم نكن أطفالا» الذى يتناول تدهور الأحوال السياسية والاجتماعية والاقتصادية فى الـ 13 سنة التى سبقت اندلاع ثورة يناير 2011.
ومن الفيلم المصرى إلى الفيلم الأمريكى «وحوش بلا وطن» وأحداثه مستوحاة من تجارب آجو، وهو جندى طفل فى الحرب الأهلية فى نيجيريا فى الوقت الذى يعيش فيه آجو خائفا من قيادته والكثير من الرجال حوله، تتحطم طفولته المبكرة بفعل الحرب الدائرة فى بلاده الفيلم يعرض آليات الحرب ولا يتجنب إظهار التفاصيل الدموية.
وهناك أيضا فيلم «عندما كنت ماء» من جنوب إفريقيا وتدور أحداثه حول «مارى» التى تخبئها والدتها فى خزانة لكى لا يلحق بها جنود الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا إبان فترة مقاطعة التعليم، ومن موقعها ترى الفتاة رجالا تم سحلهم حتى الموت ويعرض الفيلم المراحل العمرية المختلفة لها.
وأخيرا يأتى فيلم «الدولة الحرة» الذى تسرد أحداثه قصة حب مشتعلة بين شاب هندى وفتاة بيضاء فى جنوب إفريقيا فى سبعينيات القرن الماضى.