نقلاً من اليومى..
وودى آلن هو حالة فنية فريدة من نوعها، فعادة يكون صناع السينما نابغين فى مجال معين فى الإخراج مثلا أو التأليف أو التمثيل، ولكن وودى آلن هو مفتاح شامل لكل الأبواب، ففى الوقت الذى يجد فيه معظم المخرجين صعوبة فى إخراج عمل فنى بجودة فنية مرتفعة ليستطيع الصمود أمام المنافسة الشرسة من الأفلام متعددة الجنسيات للحصول على الجوائز العالمية يقوم وودى آلن بسلاسة بالإخراج والتأليف والتمثيل فى أفلامه دفعة واحدة، وذلك ليس بهدف الحصول على الجوائز فهو صاحب مقولة «لا أرى أهمية لجوائز الأوسكار ولا أعرف ما الجدوى من إقامة حفل لها، وبمجرد أن أرى من فاز بها ومن لم يفز أدرك أنها ليس لها معنى» والأهم بالنسبة له من وراء صناعة الأفلام، عشقه لما يقدمه وشغفه به، ولإرضاء رغباته الذاتية، واحتراما لجمهوره.
ويرصد موقع new York post أسباب تهافت النجوم للعمل معه خاصة كريستين ستيورات وسكارليت جوهانسون وإيما ستون وبلاك ليفلى وجودى ديفيس مؤخرًا، وطموح هؤلاء النجوم فى الحصول على الأوسكار، لذلك يبذلون محاولات جادة للعمل معه، خصوصا أن «آلن» فاز بها 3 مرات عن أفلامه Annie Hall عام 1977 وHannah and Her Sisters عام 1986 وMidnight in Paris عام 2011، حتى إن أعماله أصبحت علامة مسجلة فى قائمة الأفلام المرشحة للجوائز العالمية كل عام من كثرة ما حصلت على جوائز، كما جلب آلن الأوسكار لعدد من النجوم الذين عملوا فى أفلامه مثلما حدث مع النجمة العالمية كيت بلانشيت التى فازت بالأوسكار عن مشاركتها فى فيلمه «Blue Jasmine».
كل فيلم يقدمه وودى آلن يعده المتابعون وصناع السينما تحفة فنية مختلفة فى الخصائص والميزات عن الأخرى، فهى الأفلام التى تربى عليها هؤلاء النجوم منذ الصغر والتى تشكل جزءا من تاريخ كلاسيكيات هوليوود، ولذلك فإن النجوم الذين يرغبون فى تقديم أفلام تخلد أسمائهم فى سماء هوليوود ولا تمحى من ذاكرة الجمهور ليس لديهم بديل عن العمل مع وودى آلن.
ومن أبرز المميزات لدى وودى آلن التى يعجب بها النجوم كثيرا هى أنه لا يضيق الخناق على العاملين معه ويترك مساحة للإبداع الشخصى، كما أن المشاركة فى أفلامه تعد تجربة مثيرة وغنية ومفيدة لهم، فدائمًا تضم أفلامه عددا كبيرا من الأسماء اللامعة «فمن يستطيع رفض العمل مع وودى آلن؟»، كما أنه لا يأخذ الكثير من الوقت ممن يعملون معه خصوصا أن شخصيته تتسم بالسرعة والقدرة على الإنجاز فهو لا يستطيع أن يقضى الكثير من الوقت المتواصل فى تصوير فيلم واحد، ولذلك فإن مواعيد تصويره تكون قصيرة وعلى فترات متباعدة، مما يتيح لمن يعمل معه بعض الحرية فى تصوير أعمال أخرى إلى جانب أفلامه، التى رغم سرعته فى إنجازها تكون على مستوى جيد فنيا وتحصد الجوائز، كما أن أفلامه لا تتسم بالطابع الفلسفى أو الأفكار المعقدة، ولذلك يعشقها النقاد والجمهور على حد سواء.. خصوصا أنها تتناول حالات إنسانية وأجواء يجد فيها كل شخص نفسه بشكل أو بآخر.