تأجلت حفلة الكينج محمد منير التى كان مقررا لها أن تقام غدا 2 مايو فى القرية الذكية بمناسبة أعياد الربيع، إلى جانب حفلات أخرى.. فوجئت بخبر التأجيل وربما الإلغاء بسبب "الدواعى الأمنية".. تلك الجملة التى تأتى دائما سببا فى عدم إقامة هذه الحفلات فى موعدها.
كل حفلة من حفلات الكينج محمد منير هى حدث فنى بلا شك، فقيمة حضور حفلة للكينج فى كل مرة هى معايشة ومحاكاة لمدة ساعتين مع تاريخ فنى وموسيقى لسنوات طويلة اسمه الكينج محمد منير، أحد الفنانين القلائل جدا الذى تتجسد فيه كل معانى وقيم الفن الجميلة، فالكينج يغنى بلا حدود أو أسقف أو جدران، وعند مراجعة تاريخ منير ستجده غنى ما لم يتوقعه أحد، فهو أقوى من غنى للوطن والأرض والحب والحياة والناس والعديد من الموضوعات.
تأجيل أو إلغاء أو عدم الإقبال على حفل أى فنان هو أمر لا يشعر بمرارته سوى الفنان نفسه، فما بالك فى حفل لفنان فى حجم وقيمة منير "اتولدنا" فوجدنا أغنياته التى كانت تسبق عصرها فلم يكن حجم جمهوره مثل الآن، لذلك جمهور "الكينج" حقيقى، يشرب أغنياته ويحفظها ويتفاعل معها ومع كل أشكالها وموضوعاتها التى يغنيها فى الحب وعشق الوطن والتمرد والأمل والإنسانية والحرية وغيرها.
منير دون أن تراه أو تسمع صوته اليوم هو حزين، بسبب تأجيل حفلته الغنائية المفاجىء التى كان يُجهز لها كعادته فى عالم خاص اسمه عالم منير، وسبب آخر زاد من حُزنه هو أنه على مدار تاريخه ومشواره الفنى لم يصادف ذلك الحظ السىء من تأجيلات لحفلاته فى الفترة الأخيرة، وآخرها كان لإحدى الجامعات الخاصة الكبرى فى مدينة 6 أكتوبر، ومع كل تأجيل يحزن منير لكن هذه المرة كانت أكثر من التى قبلها.
تأجلت حفلة منير لكن أغنياته حاضرة "و لو فى يوم، راح تنكسر، لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما للسما ولا انهزام.. ولا انكسار ولاخوف ولا.. ولا حلم نابت فى الخلا.. على صوتك بالغنا لسة الأغانى ممكنة".