تفاءل البعض بعدد الأفلام التى تم عرضها فى موسم الأعياد وشم النسيم، حتى إن كثيرا من الزملاء فى عدد من المواقع الإخبارية سألونى هل دلالة هذا العدد تعنى أن السينما المصرية تستعيد عافيتها؟، وطبعا كانت الإجابة لا، لأن عافية السينما المصرية مرتبطة بعافية المجتمع كله، فمتى استعاد المجتمع عافيته ستستعيد السينما هى الأخرى عافيتها وشبابها ورونقها وعددا كبيرا من أفلامها.
واليوم سنتحدث عن فيلمين كوميديين بدأ عرضهما فى موسم الأعياد ومازالا يعرضان، الأول هو حسن وبلقظ والثانى هو كنجر حبنا، فأما الأول فهو من إنتاج أحمد السبكى الذى يرتبط اسمه وأفلامه بالأعياد فى ذهن المشاهد، بأنها أفلام غالبيتها لتعبئة شرائط ولم العيدية، والثانى من إنتاج وليد صبرى وهو منتج لكثير من الأفلام المهمة القيمة، مثل حين ميسرة وإكس لارج، وآسف على الإزعاج، وأسوار القمر وغيرها، فماذا قدم كل منتج منهما للسينما فى هذا الموسم؟
وسأبدأ بكنجر حبنا لأنه فيلم لا يحتاج لمجهود أو تفكير فى الكتابة ببساطة لأن صُناعه لم يكلفوا خاطرهم للقيام بأى مجهود فى الكتابة أو التنفيذ، فيلم قام ببطولته رامز جلال مع سارة سلامة، وكتبه لؤى السيد وأخرجه أحمد البدرى، ولا يحمل أى ملامح لأقل قدر من الإبداع إلا فى استقدام كانجرو وهو حيوان موطنه الأصلى أستراليا، وحتى الكانجرو نفسه بدا مسكيناً فى فيلم استغله فى ديكور شقة فى منطقة شعبية، فبدا كما قالت إنعام سالوسة فى الفيلم كالمعزة المشلولة، فالسيناريو بدأ بموقف طريف فى حالة استبدال طردين عن طريق الخطأ، ولكنه قرر أن يتوقف عند هذا الحد من التفكير، وتصور أنه يكتب لإحدى حلقات برنامج رامز فى رمضان التى يستعين فيها رامز بالحيوانات أو غيرها، لإخافة ضيوفه الممثلين، سارة سلامة بلا معنى ولكنها سد خانة، ولا شىء آخر يستحق التعليق إلا بيومى فؤاد الموهبة التى يحرقها صاحبها سريعاً، خوفاً من الزمن.
ثم نأتى للفيلم الثانى حسن وبقلظ الذى كتبه وقام ببطولته كريم فهمى وشاركه على ربيع ويسرا اللوزى ونسرين إمام وبيومى فؤاد ومصطفى خاطر وإخراج وائل إحسان، الفيلم يحكى عن توأمين ملتصقين فى فكرة جديدة على السينما المصرية، وهى فكرة تسمح بكم كبير من الضحك خاصة إن فهمى قدم شخصيتين متناقضتين لكل أخ، وفى التناقض كثير من الكوميديا، وكان الكاتب وهو البطل فى نفس الوقت من الذكاء أن وظف السيناريو لصالح قدرات أبطاله.
حسن وبقلظ فيلم كوميدى يحمل فكرة براقة وجديدة تاهت بعض ملامحها فى النصف الثانى من الفيلم، ولكنه رغم هذا تجربة تُحسب فى صالح كاتبها كريم فهمى، ومخرجها وائل إحسان، وبالتأكيد منتجها أحمد السبكى، الذى لم يسع لفلوس العيدية بالكذب أو الضحك على المشاهد، يسرا اللوزى وجه صبوح وموهبة رقيقة، على ربيع نجم كوميدى قادم، ليته يتعلم من أخطاء الجيل الذى سبقه ممن أطلقنا عليهم «المضحكين الجدد» ولم يستمروا طويلاً، كريم فهمى ممثل شاب يستطيع أن يكسب أرضية أكثر اتساعاً لو نظر له المخرجون بزاوية أكبر من كونه كاتب سيناريو ناجحا.
لولا أنى كتبت عن بيومى فؤاد ما ذكرته سابقا فى فيلم كنجر حبنا لقلت أنه إضافة، فهو إضافة فى فيلم حسن وبقلظ، ومخصوم فى فيلم كنجر حبنا، فتساوت الكفة، لذا لا تعليق.