يبدأ الفنان هشام اسماعيل عرض مسرحيته الجديدة "زى الناس" عن مسرحية "القاعدة والاستثناء" للكاتب الكبير برتولد بريخت غدا الجمعة، على مسرح مركز الإبداع الفنى الساعة الثامنة مساء، وسيستمر العرض لمدة أسبوعين فقط.
مسرحية "زى الناس" المأخوذة عن مسرحية "القاعدة والاستثناء" من إنتاج صندوق التنمية الثقافية، وديكور ورسومات سمية أبو العز وملابس مروة عودة، وقد قدمها مخرجها هانى عفيفى من قبل على مسرح جامعة القاهرة وعلى مسرح الهناجر، وشارك أيضا فى بطولتها الفنان هشام إسماعيل مع ممثلين آخرين.
مسرحية "القاعدة والاستثناء" تعد من أشهر مسرحيات بريخت وهى آخر المسرحيات "التعليمية" التى كتبها بريخت، وهى تهدف إلى فضح السياسات الرجعية والتنبيه من خطر مجىء الفاشية، كما تتناول فكرة الصراعات الطبقية وترى أن الفكر الاشتراكى هو الحل، ففكرتها قائمة على قيام تاجر يدعى (كارل لونجمان) برحلة تجارية من النوع الذى يبدو معتاداً عليه، وذلك فى بلاد بعيدة غير محددة وفى صحراء غامضة هى التى ستحدد مستقبله المهنى وثروته ويصطحب فى رحلته رفيقين هما: (الدليل والحمال)، ويظل طوال الرحلة لديه تخوف منهما لاعتقاده بأنهما من الممكن أن يتآمرا ضده وفى لحظة ما يقتلانه ويستوليان على ثروته وتجارته، خاصة أن الدليل يبدى الكثير من التعاطف مع الحمال، وهنا يقرر طرد الدليل من الخدمة مفضلا أن يكمل الرحلة مع الحمال، لكن يظل القلق والشك يستبدان به حتى يقتل التاجر الحمال حينما يحاول الأخير أن يناوله قربة الماء ليشرب، إذ يلاحظ التاجر تلك الحركة يخيَّل إليه - كما سيقول لاحقاً عند محاكمته بتهمة قتل الحمال - أن هذا يمسك حجراً يريد أن يصرعه به كى يسرق ماله وبضاعته، فلا يكون منه إلا أن يطلق النار على الحمال، وهذه هى القاعدة فهو كان يدافع عن نفسه، أما الاستثناء هو أن يتركه يقتله، ولذلك فهو فضل القاعدة على الاستثناء.
المسرحية تعليمية ومباشرة جدا، وتأتى ضمن منطق تعليمى بل تحريضى واضح، فالحمال كان يرمز إلى الشعب الألمانى، الخاضع للعبودية من جانب الطبقات التى تتحكم به أما التاجر، فليس فى حقيقته سوى نموذج للنازى، فيفضح بريخت فى هذه المسرحية جهاز الدولة والقضاء معا، وذلك هو الدرس الذى أراد برتولد بريخت أن يوصله إلى جمهوره فى هذه المسرحية التى حققت نجاحاً ما عندما نشرت للمرة الأولى سنة 1937 فى كتاب، لكنها لم تعش حياتها الحقيقية كمسرحية كبيرة، إلا بدءاً من سنة 1947 حين قدمها الفرنسى جان-مارى سيرو على الخشبة للمرة الأولى، وكان ذلك فى باريس وهى منذ ذلك الحين فقط، احتلت مكانتها بين أعمال بريخت، الذى كان، منذ زمن بعيد، بدءاً من إنجازاته فى ألمانيا ثم فى المنافى الســـويدية والسويسرية والأمريكية ثم بعد عودته إلى ألمانيا (الشرقية) إثر زوال النازيين، يُعتبر واحداً من كبار كتاب المسرح ومنظّريه فى القرن العشرين، بل حتى فى تاريخ المسرح ككل، وقدمت المسرحية فى المسرح المصرى مرارا وتكرارا، وأول من قدمها سعد أردش وأخرجها الأستاذ فاروق الدمرداش وقته.