الفيلم كما بدا مهمومًا بنماذج من النساء إلا أنه تعامل مع كل حكاية بسذاجة كبيرة
لا أستطيع أن أفهم من هو العبقرى الذى منح فيلم «اللى إختشوا ماتوا» درجة الكبار فقط فى العرض السينمائى، لأن الفيلم لا يحمل أى ملمح يحتاج أن يكون للكبار فقط، اللهم إلا لو أن تصريح الرقابة مرتبط ذهنيًا بأسماء نجمات معينات فى السينما لو أن أسماءهن تصدرن الأفيش، فالبضرورة أن يكون الفيلم للكبار فقط، مثل غادة عبدالرازق، أو عبير صبرى، تحسبًا للقيل والقال! وقد يكون صُناع الفيلم أنفسهم هم من أوحوا للرقابة بذلك ربما ليدور جدل حول الفيلم ودعاية فى بلد لو ظهرت فيها ممثلة على البلاج بمايوه فى لقطة يقال عن الفيلم إباحى!
وبغض النظر عمن يكون صاحب الاقتراح أو السبب، ففيلم «اللى إختشوا ماتوا» للكبار فقط بلا سبب واحد، وهو من إخراج إسماعيل فاروق وسيناريو وحوار محمد عبدالخالق، وبطولة غادة عبدالرازق، وعبير صبرى، ومروة عبدالمنعم، وسلوى خطاب، وهيدى كرم، وإيهاب فهمى.
الفيلم يحكى عن بنسيون للنساء فقط تديره وتمتلكه راقصة سابقة، وتجتمع فيه نماذج من النساء كل منهم لها حكاية طبعًا، وهذا النوع من القصص التى تجمع بين نماذج مختلفة من البشر فى مكان واحد تستعرض من خلالهم حال المجتمع، أو وجهة نظر معينة فى قضية ما، عادة إما تكون قصصًا، أو أفلاما عظيمة كميرامار، أو ثرثرة فوق النيل كمثال، أو تكون قصصًا وأفلامًا غير ذات قيمة تدعى القيمة الفكرية والفنية معًا، وليس بين النموذجين ثالث، فهل وقع اللى إختشوا ماتوا فى الكفة الأولى العظيمة أم فى الكفة الثانية العقيمة؟
أعتقد للأسف أنه وقع فى الكفة الثانية، فالفيلم كما بدا مهمومًا بنماذج من النساء، إلا أنه تعامل مع كل حكاية بسذاجة كبيرة، أو لنقل بسطحية، حتى على مستوى الحدوتة، فالممرضة التى تزوجت طبيبا، والممثلة الشابة الحالمة بدور، والفتاة التى تعرضت لتحرش من زوج الأم، وغيرها من نماذج كانت قادرة على أن تصنع فيلما دافئا، أو مجرد حدوتة، ولكن الكاتب حولها فى مفاجأة لفيلم suspense، فلا أتقن الحدوتة، ولا أتقن الـsuspence، فخرج فيلم مصطنع، ولم يستطع المخرج أن ينقذ النص.
وفى مثل هذه الحالة لا يستطيع الممثلون مهما كانت موهبتهم أن ينقذوا النص والمخرج وبالتالى الفيلم. غادة عبدالرازق من الواضح أن اختياراتها السينمائية أقل حظًا وذكاءً من اختياراتها التلفزيونية، ورغم أنى لست من بين هؤلاء الذين يفضلون الحديث عن عمليات تجميل، أو تعليق على هذه النوعية من الأخبار التى تخص النجمات، إلا حين تؤثر هذه النوعية من العمليات على أداء الممثلة، وأعتقد أن غادة بالغت فيها مؤخرًا، مما يؤثر على أدائها كممثلة، فامتلاء الشفاة قد يكون ملمحا للجمال عند المرأة، ولكن عند الممثلة خاصة فى مشاهد مقربة يكون مصدر ازعاج، وسلبيا للمشاهد.
سلوى خطاب ممثلة من العيار الثقيل موهوبة، ولكن يبدو أن دورها فى «سجن النساء» مازال يتلبسها، وذلك خطأ مخرج وممثلة لها خبرة.
عبير صبرى، هيدى كرم، مروة عبدالمنعم بلا جديد.
أما الرجال فى هذا الفيلم إيهاب فهمى، ممثل مجتهد بحث عن شكل جديد لأداء ضابط الشرطة، وحاول ولكن ما فائدة المحاولة فى فيلم ساذج، محمد محمود عبدالعزيز مجتهد، أحمد صفوت دور مظلوم.
الخلاصة أن «اللى إختشوا ماتوا» صنع عندى علامتين للاستفهام، أولاهما: لماذا للكبار فقط؟ وثانيهما: لماذا «اللى إختشوا ماتوا» فلا أحد اختشى فى الفيلم ومات؟!