نعى الناقد السينما محمد عاطف، المدير الفنى لمهرجان الأقصر للسينما العربية والأوروبية، الفنان حمدى أحمد قائلا: من قلائل الفنانين الذين لم يقدموا فى مشوارهم الفنى دورًا سيئًا فقد كان الراحل فنانا ملتزما باحترام نفسه وفنه وجمهوره وجميع أدواره لا تُنسى، حتى فى الأعمال التى ظهر فيها بشكل خاطف كضيف شرف.
وأضاف عاطف: كان الفنان الراحل انتقائيا جدا فى أدواره، وضحى ماديا بالكثير بسبب انتقائيته وبسبب بحثه عن القيمة فيما يقدمه لكن مكسبه المعنوى والأدبى جعله من أغنى الناس ويكفيه دوره العبقرى فى فيلم "القاهرة 30" محجوب عبد الدايم.
وأشار عاطف: حمدى أحمد على الجانب الإنسانى كان إنسانا مصريا ووطنيا أصيلا ويدافع عن قناعاته دون أدنى مراعاة لأى حسابات، سوى لضميره الإنسانى والوطنى فقد عاش محترما ورحلا محترم وبجانب كونه فنان كان سياسيا محنكا ومثقفا موسوعيا تختلف معه لكن لا تختلف عليه أبدا وقد أعطى على شاشتى السينما والتليفزيون، وأعطى على خشبة المسرح، وأعطى تحت قبة البرلمان، وأعطى فى كتاباته وأعمدته الصحفية.
وأنهى عاطف حديثه عن حمدى أحمد قائلا: بلا شك فقدنا برحيله واحدا من الرموز المشرفة لهذا البلد فى الفن والفكر والثقافة وكان الإخلاص والانتماء للناس والوطن بوصلته التى لم يحد عنها أبدا طوال حياته ولم يخش فيها أحدا إلا الله وضميره فخالص التعازى لكل بيت مصرى فى رجل ظلوا لأكثر من نصف قرن يستقبلون طلته على الشاشة سواء كان فى عمل فنى أو فى برنامج حوارى أو فى جلسة برلمانية بترحاب وحب وتقدير وأنه سيظل بيننا وفى ذاكرتنا وذاكرة الوطن بكل ما قدمه فنانا ومفكرا، وقديرا وأسأل الله أن يهب مصر دائما رجال مثله، وأن يجعلنى شخصيا من الثابتين على دربه، والمحكومين ببوصلته.