بعد ثورة 25 يناير 2011 مباشرة، أصبحت تيمة «الأكشن» والحركة وجبة أساسية فى دراما رمضان، خصوصا مع نجاح مسلسل «المواطن إكس» الذى فتح الباب لهذه النوعية، وتوالت بعده الأعمال «رقم مجهول» و«اسم مؤقت» و«عد تنازلى» و«بعد البداية» و«الصياد» و«فرق توقيت» وغيرها.. هذه المسلسلات أغلبها نجح و«علّم» مع الجمهور خصوصا من الشباب، وحققت أعلى نسب مشاهدة على «اليوتيوب».
هذا العام ينافس أكثر من عمل درامى فى السباق الرمضانى، يعتمد بصورة أساسية على «الأكشن» والحركة، منها «القيصر» و«شهادة ميلاد» و«الخروج» و«7 أرواح» و«الميزان» وغيرها، ومنذ الحلقات الأولى وجد المشاهد نفسه أمام مسلسلات تحتوى على مشاهد مطاردات خطرة ومواجهات مسلحة وتفجيرات شديدة، ولكن هل يكفى تصوير مشاهد لتفجيرات ومطاردات ليكون مسلسل أكشن ناجحا؟!، فرغم البداية القوية للمسلسلات فإن أحداث بعض هذه الأعمال أصابها الفتور مع عرض الحلقات، وأصبح إيقاعها مترهلا وضعيفا، منها مثلا مسلسل «الخروج» الذى بدأ قويا بجرائم قتل متتالية بإيقاع سريع، لكن سرعان ما أصابه الفتور وتبدلت السرعة إلى المط والتطويل حسبما أكد الناقد طارق الشناوى لـ«انفراد» الذى شبهه بمشروب «الفخفخينا» الذى يحتوى على بقايا الفواكه، وأوضح أن صناع الدراما يراهنون على تيمة الأكشن اعتقادا منهم أنها الأفضل، ولكن تصنيف المسلسل على أنه أكشن لا يعنى بالضرورة أن أحداثه مثيرة ومشوقة وجيدة، مضيفا أن معظم مسلسلات الأكشن المعروضة فى رمضان هذا العام كان الغرض منها عمل توازن فى صورة ضابط الشرطة، لأن هناك توجيها غير مباشر من الدولة لتقديم صورة إيجابية عن رجل الشرطة ووجهت رسائل مثل أن ضباط الشرطة لديهم أمانة وليسوا مرتشين ويضحون بأنفسهم وأنهم يتحركون سريعا بعد إبلاغهم بأى مشكلة، ولذلك كان أقرب قالب درامى لتناول حياة ضابط الشرطة هو قالب الأكشن.
وأشار إلى أن مسلسل «الميزان» من الأعمال التى قدمت الأكشن بصورة جيدة، مشيدا بالمخرج أحمد خالد موسى الذى يعلم جيدا ما يفعله، لافتا إلى أن مسلسل «رأس الغول» بطولة محمود عبد العزيز لم يقدم الأكشن بصورة جيدة والعمل يعتمد على الرصيد القديم للنجم.
وقال الناقد كمال رمزى لـ«انفراد» إن الأكشن لا يجب أن يكون هدفا فى حد ذاته، ولكنه أسلوب لتوصيل رسالة معينة، ولكن الملحوظ فى بعض المسلسلات أن مشاهد المطاردات موضوعة لتطويل الوقت وهو ما يعد عيبا فى تطبيق أسلوب الأكشن فى الدراما.
وأشار إلى أن المسلسلات التى تعتمد سيناريوهاتها على التحقيق فى جريمة قتل أكثر تماسكا من المسلسلات المعتمدة على الهروب والأكشن بشكل متواصل، مشيدا بمسلسل «فوق مستوى الشبهات» لأن قصته جذابة وأداء كل الممثلين به جيد للغاية وأحداثه متدفقة جيدة.
ومن جهتها قالت الناقدة ماجدة موريس لـ«انفراد» إن صناع الدراما لجأوا للمسلسلات التى تعتمد على الأكشن لأنها جذابة ومثيرة لفضول المشاهد وبها تحدٍّ للكاتب والمخرج لأنهما إذا لم يستطيعا أن يقدما العمل بصورة جيدة على مستوى الكتابة والمحافظة على الإيقاع وتدريب الممثلين على تنفيذ المشاهد بشكل جيد سوف يفشل العمل.
وأضافت أن مسلسل «الخروج» به جهد كبير خاصة من الفنانين ظافر عابدين وشريف سلامة كذلك فى مسلسل «7 أرواح» للنجم خالد النبوى الذى أثبت تفوقه، ورغم أنه أكبر فى السن من باقى نجوم الأكشن فإنه برع فى تقديمه بصورة جيدة للغاية ولديه لياقة مرتفعة، وكذلك «شهادة ميلاد» هو عمل جيد.
وأوضحت أن ما يميز عمل عن أخر هو الخطوط الثانوية المصاحبة والمحيطة بالخط الرئيسى، إذا استطاع المؤلف والمخرج أن تلتحم بشكل جيد مع الخط الرئيسى فى النهاية يكون المسلسل قويا من الألف إلى الياء، أما إذا لم تكن منطقية أو ضيعت القضية الرئيسية فيكون المسلسل فاشلا.