لا تتوقف ديفا الفن والطرب سميرة سعيد عن الحلم، فهى تنام تحلم وتحلم وهى يقظة، يشغلها اسمها وفنها الذى حتى يومنا هذا يتم عمل ألف حساب له، فأى ألبوم تصنعه الديفا وقبل طرحه بالأسواق يترقب صناع الكاسيت ونجوم الغناء، ماذا ستصنع؟ وبماذا ستفاجئنا؟ وما هو جديدها؟ فهى تغنى من مدرسة اسمها سميرة سعيد، وموسيقى هى التى تصنعها، وهى من القليلات اللاتى تطبقن عبارة "الفن جنون"، فلا يحكمها حواجز ولا تمنعها أسوار ولا تعترف بحدود، امرأة تغنى ولا يمر بها الزمن بل يعود بها للخلف، فالعمر لا يتقدم بها وإنما يسير بها للوراء، وصوتها يزداد شقاوة، حتى الأطفال بداية من عمر العام يغنون أغنياتها وهو أمر لا يشاركها فيه أحد، فنانة يعرفها كل الأجيال، تعيش واقعها وتعرف تتعامل معه بذكاء واحترافية، فكرت فى الاعتزال للحظة لكنها وجدت هذه الفكرة ضعفا ولا تتناسب مع شخصيتها والتحديات الكثيرة التى دخلت فيها وفازت فى جميعها باقتدار.
سميرة سعيد قدمت ما لا يقل عن 45 ألبوما وأكثر من 500 أغنية تقريبا حتى يومنا هذا، وما زالت تحلم وما زالت شهيتها "مفتوحة" للغناء، فهى فنانة مثقفة وذلك عنصر أساسى من مكملات نجوميتها، فثقافتها تمثل فارقا كبيرا فى نجوميتها وثقلها كمطربة، وقد يكون هناك أصوات كثيرة رائعة لكنها محدودة النجومية أو لها سقف لا تستطيع أن تجتازه، لأن ثقافتهم محدودة أيضا، إنما سميرة سعيد فهى أيقونة غناء ومثل يحتذى به، ترفع شعار "سأظل أحلم" فى عيد ميلادها الذى يوافق مثل هذا اليوم 10 يناير.