بأدوات تمثيلية تتشابه مع حرفية وخبرة نجوم الزمن الجميل، زكى رستم ومحمود المليجى وتوفيق الدقن، وغيرها من الأسماء الذين تم توصيفهم بـ«أباطرة تمثيل»، عرف الفنان صبرى فواز طريقه للفن، وأصبح ظهوره فى مسلسلات رمضان عادة من عادات الشهر الكريم، ومثلما نقوم بتزيين الشوارع والمنازل بالفوانيس وزينة رمضان لاكتمال فرحتنا، فيرى أيضا جمهور صبرى فواز أن ظهوره فى المسلسلات التى تعرض خلال الشهر الكريم تكمل «الحبكة» الدرامية لأى عمل يطل من خلاله، وكأنه «الفانوس» الذى ينير مناطق خاصة فى الدراما، خصوصا أنه معدود من الفنانين القلائل الذين يجيدون احتراف تجسيد الشخصيات.
على مدار الأعوام الماضية أمتعنا الفنان الكبير صاحب الأداء المميز بأدوار مختلفة أحيانا مركبة وأخرى غامضة واجتماعية، هذه الشخصيات تركت علامة فى أذهان جمهوره، راجع مثلا شخصياته وأدواره (بشير السخاوى فى المصراوية 2، ولؤى فى نيران صديقة، ومجدى فى فرعون، وهيكل فى صديق العمر، وضوى فى العهد، ومحروس فى بين السرايات) وغيرها، هذه الشخصيات قدمها صبرى فواز بنضج وخبرة وثقة وحرفية.. أجاد كل الأدوار الطيب والشرير والمثقف ورجل الأعمال وغيرها من الشخصيات التى يتضح للبعض أنها أدوار سهلة يقدمها أى فنان، ولكن الحقيقة أن صبرى دائما يمتلك شفرة كل شخصية منهم ودائما تجد لديه «التركاية» التى تحول الدور السهل إلى دور مركب يخطف المشاهد فى تفاصيله.
هذا العام ومع بداية شهر رمضان تابع الجمهور صبرى فواز فى دورين مختلفين، هما «جمال الشربينى» صاحب القناة الفضائية الخاصة فى مسلسل «الميزان» والدور به العديد من الخيوط الإنسانية التى تحتاج إلى كتابات عديدة، والآخر فى مسلسل «أفراح القبة» وهنا نحتاج لوقفة طويلة أمام شخصية كرم يونس «ملقن» فرقة الهلالى المسرحية الذى ظهر فى الحلقات الأولى من المسلسل وكأنه شخص ضعيف راض بحاله حتى بعدما خدعته زوجته «حليمة الكبش» تجسدها صابرين، واكتشف فى ليلة زواجهما أنها ليست «بنت بنوت» ولا يجد شيئا أمامه سوى البكاء والرضا.. وعلى مدار الحلقات الماضية كان هناك شىء يوحى للجمهور أن وراء شخصية «كرم» مفاجآت عديدة، وظل الجمهور ينتظر رؤية «كرم» وهو يروى حكايته لسماعها من وجهة نظره، وبعدما كانت أحداث المسلسل بدءا من الحلقة الـ21 فقدت جزءا من بريقها، وهو ما شعر به متابعوه فإن سرعان ما عادت الأحداث تشتعل من جديد بعدما قرر «كرم يونس» أن يحكى.. وما كان علينا إلا الجلوس والمتابعة فى صمت ومراقبة هذه الشخصية الصعبة المركبة والاستمتاع بأداء العبقرى صبرى فواز وهو يكشف لنا خيوط الشخصية وتفاصيلها.
صبرى فواز ممثل ناجح يعمل فى صمت، ويدرس تفاصيل شخصياته قبل الإقبال عليها، لذلك نجده يتقن كل الأدوار التى تنسب إليه ويجسدها ببراعة.