يظل عدد المشاهدات التى تقدر بالملايين على أغنيات وكليبات موقع "يوتيوب" الشهير أمرا مشكوكا فى مصداقيته، فلا يعرف أحد كيف يتم احتساب هذه المشاهدات؟ وهل جميعها حقيقة أم لا؟ ليظل الأمر الوحيد لتقييم هذا الموقف للشخص العادى هو "المنطق" بمعنى هل هذه الأغنية ناجحة فعلا لتحقق كل هذه المشاهدات فى هذا الوقت القياسى؟ هل الأغنية مسموعة فى الشارع والكافيهات والمحلات والسيارات إلى جانب "يوتيوب" ومواقع أخرى؟ هل المنطق يقول أن تحقق أغنية فى اليوم مليونين وثلاثة وتستمر على هذا المنوال فى وقت قصير جدا أم تحقق الملايين بالمعقول وعلى فترات طويلة مثل أغنيات أخرى كثيرة؟.
فى أحدث أغنيات النجم المغربى سعد لمجرد "أنا ماشى ساهل" حقق لمجرد 24 مليون مشاهدة فى أسبوعين أى بمعدل مليونين مشاهدة فى اليوم الواحد، وهو أمر غريب بعض الشىء لأن الأغنية لم تحقق عند طرحها على تطبيق "أنغامى" الشهير رُبع هذا الرقم، كما أن أغنية "ماشى ساهل" عادية أى ليست من الأغنيات التى يتم سماعها أكثر من مرة متتالية، أيضا كليب الأغنية لم يأت بفكرة جديدة فجاء عاديا كذلك ويشبه كليبات أخرى.
دائما المبالغة الزائدة فى شىء ناجح قد تفسده، المنطق يقول إن الرقم صحيح وحقيقى لمعدلات تأخذ وقتها الطبيعى فى المشاهدة، وهو الأمر الذى يدور فى كواليس الوسط الموسيقى وعالم السوشيال ميديا والديجيتال، حول مسألة أن هناك شركات متخصصة لزيادة وشراء أعداد المشاهدة.
فى النهاية يبقى سعد لمجرد نجما بعيدا عن ما سبق، فهو فنان ناجح وأغنياته "ضاربة" وكليباته مبهرة وجمهوره كبير، والسطور السابقة فى شكل نصيحة فهى معه وليست ضده.