قال المخرج محمد دياب، إن فيلم "اشتباك"، قصة شقيقه خالد من البداية، وعملا عليه معا لكتابة السيناريو والحوار لمدة 15 مرة، على مدار فترة عام ونصف، موضحا أن الفيلم استغرق كتابة وتحضيرات وبروفات عامين ونصف، مضيفا أن أبرز الصعوبات التى واجهته هى تصوير كل أحداث الفيلم فى موقع تصوير واحد ضيق يتواجد به كثيرون، وأثناء تنفيذ مشاهد الأكشن هناك من تعرض لإصابات، مشيرا إلى أنه تم بناء ديكور سيارة ترحيلات من الداخل كى يتم التصوير بداخلها، وعمل بروفات بداخلها لمدة 6 أشهر، هذه البروفات جعلت هناك مجالا لتبديل الأدوار بين الممثلين وهذا حدث بالفعل، فتم اكتشاف أن هناك فنانا سيلعب دورا معينا أفضل مما رشح له وهو نفس الحال بالنسبة لكثيرين من الفنانين المشاركين.
وأضاف دياب لـ"انفراد" أن التكلفة الإنتاجية للفيلم بلغت 12 مليون جنيه، رغم الأجور البسيطة التى حصل عليها نجوم العمل، مما يؤكد أن الإنفاق على الفيلم لايقل عن فيلم "الجزيرة"، مشيرا إلى أن العمل كان مغرى للغاية بالنسبة له فبه الأكشن والكوميدى والابتسامة، ببساطة يرصد حالات إنسانية متعددة .
وأعرب دياب عن استيائه الشديد من محاولات إجهاض الهدف والفكرة التى يطرحها الفيلم، وعلق قائلا: "للأسف هناك متطوعون يسعون دائما لإبلاغ الأنظمة أن هناك فكرا خفيا بالأفلام يضر بهم، وهو للأسف ما تم فعله ضد فيلمى"، وأوضح دياب أن الفيلم ليس سياسيا بحت، ولكنه إنسانى واجتماعى وكوميدى به خط سياسى.
وأكد "دياب" أن هيئة الرقابة على المصنفات الفنية عندما شاهدت النسخة النهائية للسيناريو، أبدت ترحيبها الكامل بالفيلم، وعندما شاهدته الرقابة الناس هناك "خادونى بالأحضان"، ولكن بعد محاولة تصدير صورة بأنه يقدم أفكارا خفية لابد أن يعيها النظام، اشترطت الرقابة بضرورة وضع جملة "بعد ثورة 30 يونيو قام الإخوان باشتباكات دامية لإيقاف الانتقال السلمى للسلطة"، واصفا هذا الأمر بـ"الفضيحة"، معلقا :"أنا مش عايز أدى رأيى من خلال الجملة، السينما لايتم صناعتها بهذا الشكل ومحدش فى العالم بيعمل "سينما كدة".
وأوضح "دياب"، أن الفيلم يرصد حالة الخوف والهيستريا والاستقطاب التى سيطرت على البلاد فى فترة ما، وأن جوهره إنسانى وليس سياسيا فالعمل "تشاهده تضحك وتبكى وتتفاعل معه إنسانيا"، ورغم كل هذه الأمور، هناك شركة توزيع اعتذرت عنه بعد تعاقدها عليه، خوفا من الدوشة التى أثيرت حوله.
وتابع "دياب":"الحمد لله، الفيلم حصل على إشادات هامة للغاية من نجوم عالمين كبار مثل "توم هانكس" و"دانيل كريج" بطل أفلام سلسلة جيمس بوند، هذا بالإضافة إلى الإشادات الكبرى والواسعة من كبار النقاد العالميين والمصريين أيضا بعد عرضه بمهرجان "كان"، واختياره ضمن أهم 10 أفلام فى المهرجان، هذا بالإضافة إلى بيعه فى 20 دولة بأوروبا وأمريكا اللاتينية والشمالية وآسيا، وعرضه بفرنسا فى سبتمبر المقبل فى 200 دور عرض، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور لا تشغله، بقدر رغبته فى وصوله للجمهور المصرى الذى قدم الفيلم من أجله، ويعرض الفيلم فى 40 دور عرض فقط.