تعود النجمة نيللى كريم لشاشة السينما مرة أخرى من خلال فيلم "اشتباك"، ويجمعها هذا العمل الذى أثيرت حوله ضجة كبيرة قبل عرضه، للمرة الثانية بمحمد دياب كمخرج بعد فيلم "678"، الذى ناقش أزمات ومشاكل التحرش.. وعن كثير من العناصر والقضايا التى يقدمها فيلم "اشتباك"، وعن رؤيتها للفيلم بشكل عام أجرينا معها هذا الحوار.
فى البداية قالت النجمة نيللى كريم لـ"انفراد"، إنها لم تترد على الإطلاق فى قبول الفيلم بمجرد عرضه عليها، بل أنها سعت للتواجد فى عمل مميز مثله، تعتبره من أبرز وأهم الأفلام التى شاركت بها بل وشاهدتها.
وفيما يتعلق بكونها هى العنصر النسائى الوحيد داخل سيارة ترحيلات الشرطة التى تدور بداخلها كل أحداث العمل، بجانب مى الغيطى، ومدى رؤيتها لهذا الأمر، قالت نيللى كريم :"بالفعل أنا العنصر النسائى الوحيد فى السيارة بجانب الفتاة التى قبض عليها فى إحدى المظاهرات مع والدها وتجسدها "مى الغيطى"، وأعلق على هذا الأمر أن "أى بيت أساسه "ست"، سواء أم أو أخت أو زوجة أو ابنة، ولذلك المرأة هى "رمز"، وهنا فى شخصية "نجوى" الممرضة التى أجسدها رمز للست المصرية القوية بطبعها، وهذا ماجعلنى أسعد بالدور للغاية، خصوصا أن "نجوى" شخصية قوية، وبالتحديد فى المشهد التى تطالب فيه "بلطجى" بإخراج "الموس" من فمه، كى يقتل آخر متطرف يسعى لجر العشرات رغما عن أنفهم إلى مظاهرة إخوانية يكاد يموتون بداخلها، ولذلك كانت قوية وفى نفس الوقت تعى جيدا مخاطر المشاركة فى مظاهرات إخوانية عنيفة، ولم تكن خائفة على نفسها فحسب بل كانت مرعوبة على كل المتواجدين معها، بما فيهم زوجها وابنها، وفى النهاية لا يسعنى سوى أن أقول إن الست المصرية ستظل طول عمرها رمزا للقوة وعدم الاستسلام للظروف، وأن هناك كثيرين لايرغبون سوى العيش بسلام وأمان، والرسالة التى أراها من وراء الفيلم أننا أيضا "عايزين نبعد عن التخلف اللى فى وسطنا غصب عننا".
وبشأن التوترات والأقاويل التى أحاطت بالفيلم قبل عرضه بمصر، قالت كريم:" أعتقد أن الفيلم قبل أن يكون سياسيا مثلما يراه البعض هو إنسانى واجتماعى أيضا، فكثير من المواقف التى تحدث داخل سيارة الترحيلات، تكشف الغطاء عن كثيرين، فنرى أشخاصا يطلق عليهم "الإخوان" مازالوا يعيشون فى تخلف، مثل الرجل الذى يرفض أن أعالجه رغم نزيفه المستمر لطبيعة عملى كـ "ممرضة" لمجرد أنى "ست"، وهذا يؤكد الظلام الذى يعيش فيه فئة بالمجتمع، وفئة أخرى تنغمس فى البلطجة وتنظر للمجتمع بطريقة أخرى ومختلفة تماما، فهناك تفاصيل كثيرة هامة، كان لا بد من تركيز الضوء عليها، وفى النهاية من الصعب جدا أن تقول إن الفيلم مع فئة أو ضد حد، هو مع "الصح".
وتضيف "نيللى " قائلة:" الفيلم ركز أيضا على الفئة البسيطة بالمجتمع المتمثلة فى "نجوى وزوجها وابنها"، فكل ما تحلم به هو الإحساس بالأمان فقط، فهى ست مصرية زوجة مثل أى زوجة بسيطة، لا يشغلها سوى سلامة عائلتها، وهذا يعد أقصى أحلامها، فهى المعبرة عن حال نساء مصريات كثيرات، لايرغبن سوى فى مزيد من الأمان والسلام لأولادهن مستقبلا، وهذا إحساس 99 % من المصريين.
وأكدت كريم، أن هذا الشعور إيجابى لأننا كلنا كمصريين، نعيش بالكامل فى مركب واحد، وبإغراقه سنغرق جميعا، وطبيعى أن تجد لك جارا له ميول إخوانية أو سلفية، أو متدين بعيدا عن السياسة وآخر مثلا بلطجى ومتشرد، وهذا ما يقدمه الفيلم أن الجميع فى سيارة واحدة، وحتى لو كنا مختلفين سياسيا لكن فى النهاية كلنا مصريون نبحث عن الأمن والأمان، وهذا الذى يظهر من وراء الفيلم من وجهة نظرى كمشاهدة ولست ممثلة بالفيلم.
وعن مشاركة الفيلم بمهرجان "كان" قالت كريم: سعدت للغاية بهذا الأمر، لكن أيضا عرضه بمصر وسط الجمهور المصرى، القريب من واقع الفيلم كان له صدى آخر فى قلبى وسعادة كبيرة، وبعد أن شاهدت الناس الفيلم، أقتنعت أنه عبر عن واقع ربما يعيشه كثيرا منهم أو على الأقل شعروا به، وكانت الصالة بالكامل تبتسم فى العرض الخاص مع الإفيهات التلقائية المتواجدة والتى تعبر عن الفئات التى يقدمها الفيلم.
وفيما يتعلق بموقف هيئة الرقابة على المصنفات الفنية من الفيلم، قالت كريم: أشكر الرقابة على إجازتها للعمل، لأنه بجد حلو من الناحية الفنية سواء فكرة وقصة أو أداء جميع الفنانين المشاركين وأيضا الإخراج، وأرى أن الفيلم "هيتشاف"، ومتأكدة أن هناك من سيعجبهم الفيلم للغاية، وهناك من سينتقده ، فالجميع حر فى رأيه، وهذه حرية شخصية، لكنى أرى أن من وجهة نظرى الخاصة أن الفيلم مهم فنيا ومن الأفلام الجيدة والممتعة التى عملت بها وشاهدتها.
اقرأ أيضا..
كلاكيت ثانى مرة.. توم هانكس يشيد بفيلم اشتباك ويدعو لمشاهدته