"لكل زمان دولة ورجال".. هذه القاعدة باتت تنطبق على السينما الآن.. بعدما تغيرت قواعد السوق السينمائى فى السنوات الأخيرة، وبقيت هناك رغبة حقيقية عند الجمهور فى رؤية نجوم جدد يتنافسون على الشباك.. فأفلام الشباب تحقق إيراد أكبر من سابقيهم.. والمنتجون حاليًا أكثر جرأة فى إسناد أدوار البطولة إليهم، وطرح أعمالهم لتنافس أفلام الصف الأول فى المواسم السينمائية المختلفة.
مثلًا توقع البعض أن فيلم "جحيم فى الهند" للنجم محمد عادل إمام ستقف إيراداته بعد أيام العيد ويتفوق عليه أحمد السقا بفيلمه "من 30 سنة"، لكن حدث العكس واستمر الفيلم فى تحقيق النجاح وتجاوزت إيراداته حاجز الـ25 مليون جنيه، وتصدر الموسم.
عماد حمدى فتى الستينيات.. والزعيم الوحيد اللى كسر كل القواعد
بالطبع تغيير الأبطال معادلة يفرضها الزمن، جيل يسلم الراية لآخر.. من يوسف وهبى وحسين صدقى لأنور وجدى وعماد حمدى -فتى الشاشة الأول- وكمال الشناوى، لفريد شوقى وعمر الشريف وأحمد مظهر وأحمد رمزى، وحتى محمود ياسين نجم فترة السبعينيات دون منافس.. ثم نور الشريف ومحمود عبد العزيز وأحمد زكى.. بعدهم صعد جيل علاء ولى الدين ومحمد هنيدى ومحمد سعد وأحمد السقا وكريم عبد العزيز وأحمد حلمى وأحمد عز.. الناجى الوحيد من معادلة الزمن هو الزعيم عادل إمام.. وحده تحدى الزمن وهزم كل قواعد السوق.
وسط هذا الواقع الذى يفرض نفسه على السوق السينمائى يرى المنتج أحمد السبكى أن الخريطة السينمائية تغيرت بالفعل بعد 25 يناير، وأصبح الجمهور ينتظر نجوما جددا، مدللاً على كلامه بالنجاح الذى يحققه الشباب فى دور العرض، وقال المنتج لـ"انفراد": "نجاح النجوم الجدد لا يعنى ضياع الجيل السابق، بل القديم تمنه فيه".
طارق الشناوى: يجب على النجوم إعادة ترتيب أوراقهم
الناقد الفنى طارق الشناوى يقول إن تغيير الخريطة هى طبيعة وشريعة الحياة السينمائية، حيث تشهد الساحة كل حين صعود نجوم جدد يستحوذون على اهتمام الناس، منهم محمد رمضان الذى حققت أفلامه إيرادات جيدة وأصبح نجم شباك، مشيرا إلى أن هناك فرقا بين نجم جاذب للجمهور بشعبيته، وحالة عامة للفيلم جاذبة لجمهورها مثلما حدث مع فيلم "هيبتا.. المحاضرة الأخيرة".
ويضيف الناقد: "على بعض النجوم أن يعيدوا ترتيب أوراقهم مثل محمد هنيدى ومحمد سعد وأحمد مكى لأن أفلامهم لم تحقق النجاح المرجو منها فى الفترات الأخيرة وإذا لم ينتبهوا لما يقدموه وما يريده الجمهور سيبعدون خارج الخريطة السينمائية"، مشيرا إلى أنهم حتى الآن لا يزالون داخل الخريطة السينمائية ولكنهم خارج القمة وأصبحت بالنسبة لهم هدف بعيد المنال، مؤكدا أنه على الفنان يجب أن يتجدد دائما وإقبال الجمهور على الأفلام الشبابية تؤكد أنه يبحث عما هو جديد.
وفى السياق ذاته تحدث المخرج وائل احسان، قائلا: "فى كل فترة يظهر نجوم جدد على الساحة السينمائية ولكن من يمتلك الموهبة والذكاء فى إدارتها فقط هو الذى يستطيع الاستمرار"، مشيرا إلى أن عددا قليلا من نجوم الثمانينيات هم الذين استمروا إلى وقتنا هذا على رأسهم عادل إمام، وكذلك محمود عبد العزيز ويحيى الفخرانى، لافتا إلى أن ذكاء الراحل أحمد زكى فى إدارة موهبته جعلت أعماله خالدة.
وأضاف المخرج: "ليس معنى وجود نجوم جدد، أن نجوم الصف الأول (راحت عليهم)، ولكن عوامل السوق ليست نجومية فقط بل هناك عناصر أخرى تؤثر فى نجاح العمل مثل توقيت طرحه فى السينمات ونوعية الفيلم نفسه، خاصة أن الجمهور لا ينتبه للجودة الفنية بقدر انتباهه لحلاوة الفيلم، مثل فيلم البيه البواب لأحمد زكى الذى يتوافر به عنصر "الحلاوة" لكنه عادى فنيا.