4 سنوات على رحيل "دنجوان " السينما المصرية ..نجم من نوع فريد.. أحمد رمزى الولد الشقى الذى ظهر على الساحة السينمائية فى منتصف الخمسينيات، حيث كانت الساحة مليئة بالنجوم وقت ظهوره منهم عماد حمدى وكمال الشناوى وشكرى سرحان وحسين صدقى وغيرهم، وظهر رمزى بشكل مختلف تماما، حيث كان مجرد هاوٍ للفن وكان يدرس حينها فى كلية التجارة واكتشفه بالصدفة المخرج حلمي حليم.
"أحمد رمزي" دنجوان السينما المصرية، فوسامته وخفة ظله جعلاه يقدم دور الشاب الذي تعشقه البنات وتلتف حوله، وكذلك أناقته التي أظهرته في دور ابن الطبقة الأرستقراطية، لكن السينما العالمية كان لها رأي آخر في ذلك، حيث ظهر رمزي في الفيلم الإيطالي "Il Figlio di Spartacus" عام 1962، في دور أحد العبيد، ولم يقدم سوى لقطتين إحداهما أمام الفنان "ستيف رييفز" لينطق بجملة واحدة يشكو خلالها من معاملة الجنود الرومان.
واللقطة الثانية، كان مشهد تمرد العبيد، وظهر رمزي أثناء سقوطه من مكان مرتفع وأطلق صرخة مدوية.
وتعرض رمزي وقتها لهجوم شديد بسبب قبوله المشاركة بدور صغير داخل هذا العمل، على الرغم من شهرته ومكانته في الوطن العربي، وهو ما جعله يرد في أكثر من حوار صحفي ولقاء إعلامي: "إن المخرج قام بتصوير لقطات كثيرة له لكنهم أزالوها في مرحلة المونتاج".
كان أحمد رمزى موفقا للغاية فى أول أفلامه "أيامنا الحلوة" الذى جمع بينه وبين فاتن حمامة وعمر الشريف والمطرب الصاعد فى ذلك الوقت عبد الحليم حافظ، حيث حقق الفيلم نجاحًا هائلاً، وكان بالفعل بداية انطلاق لمشواره السينمائى، بعد ذلك قام أحمد رمزى ببطولة مجموعة كبيرة من الأفلام الناجحة منها: "القلب له أحكام" مع فاتن حمامة، "حبيب حياتى" مع صباح، "تمر حنة" مع نعيمة عاكف ورشدى أباظة، "علمونى الحب" مع إيمان وسعد عبد الوهاب، "ابن حميدو" مع هند رستم وإسماعيل يس، "إسماعيل يس فى الأسطول".
ولد "رمزي" في 23 مارس 1930 في الإسكندرية لأب طبيب مصري وأم اسكتلندية ودرس في مدرسة الأورمان ثم كلية فيكتوريا ثم التحق بكلية الطب ليصبح مثل والده وشقيقه الأكبر ولكنه رسب 3 سنوات متتالية ثم انتقل إلى كلية التجارة وتخرج فيها وحصل على درجة البكالوريوس وقد توفى والده سنة 1939 بعد أن خسر ثروته في البورصة فعملت والدته كمشرفة على طالبات كلية الطب لتربي ولديها بمرتبها حتى أصبح ابنها الأكبر حسن طبيب عظام.
ومن المواقف الطريفة فى حياة الولد الشقى أحمد رمزى أنه "فى أحد الأيام كان الملك فاروق يتجول بسيارته الرمادية اللون فى شوارع القاهرة فإذا بشابين يضيقان الخناق عليه دون علمهما بهوية قائد السيارة ولما اقتربا منه وتعرفا عليه لاذا بالفرار وهما فى حالة ذهول بينما هو ابتسم لهما وأخذ يضحك من الموقف ولم يكن هذان الشابان سوى الفنان أحمد رمزى وصديقه على لملوم".
أما عن بداية علاقته بالسينما فتعتبر من الحكايات الطريفة أيضا وهي علاقة الصداقة التي تربطه بعمر الشريف الذي كان يهوى السينما هو الآخر، وكان هناك لقاء دائم بين رمزي وعمر في "جروبي" بوسط البلد وفي أحد هذه اللقاءات التقى هذا الثنائى بالمخرج يوسف شاهين ودخل معهم في حوار مطول وظل لدي "رمزي" يأمل بأن يختاره "شاهين" في أحد أفلامه ولكنه فوجئ ذات يوم بعمر الشريف يخبره أن "شاهين" اختاره ليكون بطل فيلمه الجديد "صراع في الوادي" في 1954.
قرر رمزي في منتصف السبعينات بالإعتزال لسبب أنه شعر أن الأوان لم يعد له مع بروز نجوم شباب مثل نور الشريف ومحمود ياسين ومحمود عبد العزيز فصمم على الابتعاد حتى تظل صورته جميلة في عيون جمهوره فكان الاعتزال الذي استمر عدة سنوات.
ولكن نجحت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، بعودته للتمثيل من خلال سباعية "حكاية وراء كل باب" التي أخرجها المخرج سعيد مرزوق بعدها كان قرار أحمد رمزي بالغياب مرة أخرى بعد انشغاله في مشروع تجاري ضخم اعتمد على بناء السفن وبيعها وهو المشروع الذي استمر يعمل به طيلة عقد الثمانينات وحتى بداية التسعينات حين اندلعت حرب الخليج الثانية وتأثرت تجارة رمزي إلى الحد الذي بات فيه مديوناً للبنوك بمبالغ ضخمة تم بمقتضاها الحجز على كل ما يملك.
وفي منتصف التسعينات كان قرار رمزي بالعودة إلى عالم التمثيل مرة أخرى من خلال عدة اعمال بدأها بفيلم "قط الصحراء" مع يوسف منصور ونيللي وفيلم "الوردة الحمراء" مع يسرا ومسلسل "وجه القمر" مع فاتن حمامة وعندما ظهر في فيلم الوردة الحمراء مع يسرا وإخراج إيناس الدغيدي عام 2001 كان هو الشاب الشقي رغم زحف تجاعيد السنين على ملامحه والصلع على شعره إلا أنه كما ظهر في أيامنا الحلوة ظهر في الوردة الحمراء فاتحا قميصه ومستعرضا قوامه.
ومن أشهر أعماله السينمائية "صوت من الماضي" و"شياطين الجو" و"الوسادة الخالية" و"بنات اليوم" و"ابن حميدو" و"اين عمري" و"تمر حنة" و"الكمساريات" الفاتنات وإسماعيل يس في الأسطول وغريبة ولا تطفئ الشمس والسبع بنات والنظارة السوداء وعائلة زيزي والشياطين الثلاثة والأشقياء الثلاثة والعنب المر وشباب مجنون جدا والبحث عن فضيحة وثرثرة فوق النيل والأبطال.
توفي أحمد رمزى في 28 سبتمبر 2012 عن 82 سنة أثر جلطة دماغية فور سقوطه الحاد على الأرضية بعد اختلال توازنه في حمام منزله بالساحل الشمالي أثناء توجهه للوضوء لصلاة العصر و شيعت جنازته بشكل بسيط جدا في أحد مساجد الساحل الشمالي ودفن في هدوء بناء على وصيته .