المخرج خالد الحجر مخرج صاحب رؤية سينمائية خاصة، ودائما ما تحمل أفلامه فكراً جريئاً، ويكاد يكون ضمن قائمة أفضل 5 مخرجين فى السينما المصرية، وقد عرضت أفلامه فى أكثر من 150 مهرجانا سينمائيا دوليا، بما فيها مهرجانات كان ومونتريـال ونيويورك وروتردام وفيسباكو.
وقد فاز بحوالى «27» جائزة على الصعيدين الدولى والوطنى، وحاليا تم اختياره ليكون عضوا بلجنة تحكيم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية فى مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة، وكانت لـ«انفراد» معه هذا الحوار عن أسباب اختياره وعن تفاصيل فيلمه الجديد الذى انتهى من تصويره تحت عنوان «حرام الجسد» الذى أثيرت حوله الكثير من الشائعات والتكهنات بما يحتويه الفيلم من مشاهد جنسية إباحية.. وإلى نص الحوار.
كيف تلقيت خبر اختيارك كعضو لجنة تحكيم بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية؟
- أنا مهتم بالسينما الأفريقية ودائماً أفلامى تشارك فى مهرجانات القارة السمراء، وكنت مهتما بأن يكون لدى مصر مهرجان عن السينما الأفريقية، لنكون جزءا من أفريقيا لأننا بعدنا عنها لفترة، والحمد لله هذا ما حققه مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، فهو يكمل الصورة لنرى السينما الأفريقية وماذا تقدم، وهم أيضاً يشاهدون أفلامنا، وبالمناسبة السينما الأفريقية تفوقت علينا ومعظم الدول الأفريقية تذهب لمهرجان كان وبرلين، وأهم مهرجانات العالم وتعرض أفلامها فى دور العرض أيضا بأوروبا، وهذه ميزة لكن السينما الأفريقية تعتمد على الإنتاج المشترك وخاصة مع فرنسا ولديهم سوق خارجى لأفلامهم فى فرنسا وبعض الدول الأوربية، وبالمناسبة أنا أكثر أصدقائى على «فيس بوك» مخرجون وفنانون من أفريقيا.
هل شاركت من قبل بأفلامك فى مهرجانات مهتمة بالسينما الأفريقية؟
- منذ فيلمى الأول «أحلام صغيرة» وأنا مهتم بالسينما الأفريقية، فقد ذهبت به لمهرجان «فيسباكو» ببوركينا فاسو، وشاركت به وكان عندى 26 سنة، وبعدها استمر ذهابى لكل المهرجانات الأفريقية، وهناك اتصال دائما مع الأصدقاء الأفارقة وهناك نتائج مبهرة، ولذلك علينا أن نبذل مجهودا والمهرجان أعتبره خطوة مهمة وإيجابية جدا للتقارب مع الأفارقة سينمائيا وثقافيا، وبالمناسبة عندما ذهبت لبعض الدول الأفريقية شعرت أننى أفريقى أكثر من كونى عربيا لأن إيقاع الحياة وطبائع النفس البشرية هناك قريبة مننا كمصريين أكثر من قربنا من العرب.
ما آخر المستجدات والأخبار عن فيلمك الأخير «حرام الجسد» المثير للجدل قبل طرحه؟
- كل ما كتب عن الفيلم غير حقيقى، فقد حدثت ضجة حول الفيلم وكلها مجرد تكهنات، ما أستطيع أن أصرح به لك أنه من بطولة ناهد السباعى وأحمد عبدالله محمود ومحمود البزاوى وزكى فطين عبدالوهاب وسلوى محمد على، والفيلم أعتبره عودة لى للسينما بعد أربع سنوات من العمل فى الدراما التليفزيونية.
ومتى سيتم طرح الفيلم بدور العرض؟ وهل سيعرض بمهرجانات سينمائية قبل طرحه بدور العرض؟
- الفيلم سيطرح فى دور العرض أولا قبل المهرجانات، وأعتقد أنه سيكون فى «السينمات» خلال شهرين تقريبا، كما أكد لى منتجه جابى خورى، لأننى سوف أنتهى من مرحلة الميكساج خلال هذا الشهر تقريبا.
وما هى قصة الفيلم؟
- لن أتمكن من الحديث عن الفيلم لأننى ممنوع من الحديث عنه قبل طرحه من قبل المنتج جابى خورى، ولكن ما أستطيع قوله هو أن الفيلم يتناول الجسد وكل ما يفرض عليه من أجل ارتكاب الخطايا والحرام مثل العنف والقتل والاغتصاب والخيانة، فكل ذلك موجود بالفيلم.
هل معنى ذلك أن الفيلم جرىء؟
- الفيلم جرىء كفكرة وطرحه جرىء، لكنه ليس إباحيا والمنتجون يرونه فيلما مهما، وأنا أراه كذلك أيضا ولذلك «حرام» أن يهاجم بسبب الجنس، فالفيلم يُهاجم قبل أن يعرض مثل كل أفلامى فقد تم رفع دعوى قضائية ضدى فى فيلم «الشوق» قبل عرضه، فمن قام برفع الدعوى لم ير الفيلم وهذا أراه مضحكا جدا، ولكن هذه ضريبة يدفعها كل مخرج وكل منتج وكل عمل سينمائى يقدم أفكارا جريئة.
هل كنت مخططا أنت وبعض كبار مخرجى السينما للعودة فى هذا التوقيت؟
- لم نخطط ولم نتفق ورجعت أنا ومحمد خان وداوود عبدالسيد بدون أن نتفق، وأنا شخصيا رجعت بعد أربع سنوات قدمت فيها مسلسلات فى التليفزيون، لكنى قررت أن أتوقف عن الدراما التليفزيونية وأقدم سينما لأن السينما وحشتنى فالإبداع فى السينما يختلف عن الإبداع فى التليفزيون الذى تدخله كمخرج وتشعر أنك فى معصرة وضغوط تصل أحيانا لحالة لا إنسانية، لكن السينما ترجعنى كإنسان مرة أخرى وأستمتع بعملى جيدا.
هل تتجه فى الفترة المقبلة لنوعيات جديدة من الأفلام بخلاف «الواقعية»؟
- قدمت نوعيات أخرى غير الواقعية مثل فيلم «مفيش غير كده» فقد كان فيلم «ميوزيكال» ولكنى كمخرج أفضل الواقعية وأحب حاليا نوعية الأفلام التى تتناول الواقع الذى أراه عنيفا بسبب تغيير القيم وتغيير الناس أنفسهم، وهذا كله طرح الثورة، وهذا موجود فى فيلمى «حرام الجسد» بشكل كبير.
وما تبريرك لذلك العنف ولهذه التغيرات التى طرأت على المجتمع المصرى؟
- نتيجة ضغوط على الشخصية المصرية من 60 سنة، وعندما ذهبت هذه الضغوط تغيرت القيم، فالديمقراطية لن نستطيع أن نعيشها فى يوم وليلة، ولذلك أثناء التطورات يحدث ضغط، فالثورة كانت مثل الزلزال وبعد أى زلزال لا بد أن يكون هناك توابع وتجد ناسا تريد أن تبنى وأخرى تريد أن تهدم حتى تستقر الأمور. ودائما يقال إنه بعد الثورات تحتاج البلاد لعشر سنوات على الأقل لكى تستقر وتعود شبه ما كانت عليه، ولذلك فالثورة عملت تغييرات كثيرة فى الشخصية المصرية، فالعنف كنت لا أراه إلا فى التليفزيون لكن حاليا نراه فى الشارع، بسبب ما شاهدناه فى التليفزيون أثناء الثورة، فسرقة السيارات واختطاف الأطفال والعنف الذى سيطر على الشارع المصرى لم نكن نراه من قبل فى عهد مبارك، ولذلك حدثت صدمة لكل المصريين، وأنا كلما أذهب للخارج فى إنجلترا مثلا أجد أصدقاء لى يقولون: «أنتم كمصريين محتاجين أن تعالجوا نفسيا، لأن ما حدث له تأثير سلبى كبير، وما حدث فى مصر نتيجته على المدى الطويل كويس لكن على المدى القصير صعب».