خرجت مصر من مهرجان المسرح العربى، الذى تنظمه الهيئة العربية للمسرح، كعادتها كل دورة بدون جوائز، بعدما فاز العرض الكويتى "صدى الصمت" لفرقة المسرح الكويتى من تأليف قاسم مطرود وإخراج فيصل العميرى، والحق يقال إن العرض المصرى المشارك هذا العام "سيد الوقت" كان عرضا متميزا، وقيل إنه شرف مصر، ونال إعجاب الجميع عند عرضه بالمهرجان بالكويت، ولكن إلى متى ستظل مصر تكتفى بالتمثيل المشرف فى المسرح فى المهرجانات العربية والعالمية؟ وهل بالفعل هناك عنصرية ومؤامرة تحاك كل عام ضد العروض المصرية؟، أم أن مستوى العروض المسرحية التى تمثل مصر فى الخارج ليست على نفس القدر من الجودة مقارنة بالعروض التى ترسلها دول عربية أخرى؟.. وهل فعلا مهرجان المسرح العربى يوزع جوائزه كل عام على دولة عربية ويكون المعيار ليس فنيا أكثر من كونه سياسيا؟..
كل هذه الاسئلة تطرح نفسها على هذه الدورة المنقضية منذ يومين وعلى كل دورة من دورات المهرجان العربى للمسرح، وسؤال آخر أخير: لماذا تخلو لجنة التحكيم من المسرحيين المصريين؟ فهل مصر خالية من اسم مسرحى كبير يكون عضوا فى لجنة التحكيم؟.. فقد شكلت اللجنة برئاسة الدكتور مخلد الزيودى المملكة الأردنية الهاشمية، وعضوية كل من سعد يوسف عبيد جمهورية السودان، وسامى الجمعان المملكة العربية السعودية، وشادية زيتون الجمهورية اللبنانية، وفؤاد عوض دولة فلسطين، فأين المسرحيين المصريين من هذه الأسماء؟
سؤال آخر مهم جدا كيف يشارك الأمين العام للهيئة العربية للمسرح الكاتب إسماعيل عبد الله بعرض مسرحى فى المسابقة "لا تقصص رؤياك" تأليف إسماعيل عبد الله وإخراج محمد العامرى، لمسرح الشارقة الوطنى، وهو أحد المنظمين للمهرجان فقواعد أى مهرجان ألا يشارك العاملين أو المنظمين به بأى أعمال فنية تتدخل التسابق؟ فقد كان من الأولى به أن يخرج نفسه من الحرج والقيل والقال لأن العرض الذى ألفه دخل التصفيات النهائية ورشح لنيل الجائزة الكبرى.
والسؤال المهم أيضا لماذا تختار الهيئة العربية للمسرح من كل دول لجنة تشكلها هى التى تختار العروض المشاركة؟.. فلماذا لا تترك للدولة متمثلة فى وزارة ثقافتها أن تشكل هى اللجنة وأن تختار هى العرض الذى يمثلها؟ خاصة أن دولة مصر مثلا لديها مهرجان قومى يجمع كل العروض وتتنافس ويتم اختيار الأفضل على مدار العام من خلال مسابقة تخرج نتائجها بالعرض الأفضل والممثل الأفضل والمخرج الأفضل، فلماذا لا يكون العرض الأفضل مثلا هو من يمثل مصر بتلك المسابقة؟ فهل معايير الاختيار للمهرجان العربى للمسرح من خلال لجنته تختلف عن معايير اختيار اللجنة التى شكلتها إدارة مهرجان المسرح العربى؟
أنا دائما ضد نظرية المؤامرة ولكن كل هذه التساؤلات توحى بأن هناك شبه مؤامرة ضد المسرح المصرى، وضد أن يتصدر المشهد ونقل مقر الهيئة العربية للمسرح من مصر فى حد ذاته ألا يعتبر مؤامرة!، وخلو لجنة التحكيم من مسرحى مصرى ألا يعد مؤامرة! واختيار عرض مصرى واحد فقط ليمثل مصر على الرغم من وجود دول أخرى تشارك بأكثر من عرض ألا يعد مؤامرة!.