أقام مهرجان القاهرة السينمائى الدولى احتفالية بعنوان "صانع البهجة" فى حب محمود عبد العزيز احتفاءً بالنجم الراحل، تحت رعاية نقابة المهن التمثيلية، فى المسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية، بحضور عدد من نجوم الفن التى وجهت لهم الدعوة من قبل نقابة الممثلين، حيث حضر النقيب أشرف زكى، والنجمة إلهام شاهين، والفنانة درة، وسمير صبرى والفنانة بشرى، ورئس الرقابة الدكتور خالد عبد الجليل، وماجدة واصف، شريف رزق الله، جيهان قمرى، سلمى غريب، والمخرج شريف مندور، الأب بطرس دانيال مدير المركز الكاثوليكي للسينما، أيمن عزب، المنتج محسن علم الدين، والسورى جهاد سعد، والمخرج الفلسطينى رشيد مشهرواى، والمخرج مجدى أبو عميرة، محمد متولى.
بدأت الندوة بالوقوف دقيقة حدادا على روح النجم الراحل ثم افتتح الناقد طارق الشناوى نقاش حول أعماله السينمائية والدرامية وقيمته الفنية ومواهبه المتنوعة، وما قدمه للفن من أعمال خالدة ورسالته تجاه الفن، ووجه الفنان أشرف زكى الشكر لمهرجان القاهرة السينمائى على سرعة استجابته لتكريم النجم الراحل محمود عبد العزيز، مؤكدا أنه رأى فى عزائه مصر بكل طوائفها، وأكد أن رجال المخابرات حرصوا على حضور الجنازة والعزاء وقال أحد أفرادها له إن هذا الاهتمام لأن محمود عبد العزيز فنان عظيم، استطاع أن يوضح طبيعة عمل المخابرات البطولى والجهد الذى يبذلونه للشعب، مشيرا إلى أن محافظ الجيزة طلب منه اختيار شارع أو ميدان لتسميته باسم الساحر.
وعاتب الفنان الدولة على عدم تعزيتها رسميا فى محمود عبد العزيز قائلا: "يظهر أن الفنان مش فى أجندة الدولة وبيحتاجونا لتزيين التورتة بس".
أما النجمة إلهام شاهين فتحدثت عن النجم الراحل بأنه من أهم الفنانين، مؤكدة أنه كان دائماً مهموماً بالحال الذى وصلت إليه مصر والسينما لأنه صادق فى مشاعره وحساس جداً، وكثيراً ما أسعد الجمهور المصرى، مشيرة إلى أنها كانت تتمنى أن يتم تكريم نجومنا الكبار في حياتهم وقبل توديعهم للحياة لأن لدينا ثروة من الفنانين لا بد أن يحصلوا على حقوقهم من التكريم، لافتة إلى أن معظمهم تنتهي حياتهم بحزن شديد من التجاهل وعدم التقدير.
وتطرقت نجمة فيلم افتتاح المهرجان، للحديث عن عدم تواجد الفنانين فى حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائى، بسبب حزنهم على محمود عبد العزيز، موضحه أنه كان من المفترض تواجد كل الفنانين فى الحفل بعدما تم إلغاء سهرة العشاء التى بها الأجواء الاحتفالية، كما أن الدورة تم إهداؤها للنجم الراحل وعندما حضرت صورته على المسرح بكى كل الحضور ودعوا له بالرحمة ولذلك كان على محبيه التواجد.
وعن علاقتها بمحمود عبد العزيز أوضحت إلهام أنها جمعته به حياة فنية وإنسانية جميلة، حيث مثلت معه وهى فى السنة الثانية من المعهد فى فيلم "العار" وبعدها "البرىء"، مؤكدة أنها كانت محظوظة بالعمل معه فى صغرها، مضيفة أنها التقت به مرة أخرى في أفلام "دنيا عبد الجبار" و"سوق المتعة" و"هارمونيكا" و"الجنتل" لافتة إلى أن عمرها الفني كله قضته معه، ونفس الأمر إنسانيا لأنه متزوج من صديقتها المقربة وأختها الإعلامية بوسى شلبى كما ذكرت.
وروت إلهام شاهين عن موقف تشاجرا بسببه، وقالت: أثناء تصوير فيلم "دنيا عبد الجبار"، وارتدت فى أحد المشاهد فستانا قصيرا لا يتناسب للشخصية التى أوديها، فغضب وطلب تغييره رغم أن المشهد لم يتطلب ذلك، لكنه كان متقمصا لشخصية عبد الجبار الذى يغار على زوجته دنيا من ارتداء هذه الملابس، واختلفنا لكن فى اليوم التالى تداركت الخطأ ونفذت ما طلبه بكل سعادة، فهو شخصية متفردة فى التمثيل ومن أقوى الفنانين فى تاريخ السينما المصرية".
ومن جانبه قال الفنان سمير صبرى إن ما جمعه بالساحر محمود عبد العزيز حبهما للإسكندرية، وعشقهما للبحر وحبهما للسمك المشوى والفن، مشيرا إلى أن علاقته به صداقة طويلة جدا، لافتا إلى أنه سافر معه منذ عدة سنوات إلى باريس عندما شك فى إصابته بسرطان فى المعدة، وقال له: "لو مارجعتش يا سمير خليهم يدفنونى فى إسكندرية ويروشوا على قبرى ميه بحر"، مضيفا: "بعد إجراء العملية دخلت له وقال لى الظاهر مش هيرشوا الميه الملحة قريب، اتأجلت"، وبعد خروجه من المستشفى مشينا فى شوارع باريس نتثفف هناك و"نرطن" بالفرنسية، مضيفا: "أتمنى من أبنائه رش مياه البحر على قبره حسب طلبه من 20 سنة"، وأوضح صبرى أنه فى حياته العادية، كان أبا عظيما وإنسانا جميلا وطيبا، ولا يستطيع أن يكره أحدا، وإسكندرانيا جدع جدا.
وتابع صبرى: "فى فيلم إبرهيم الأبيض اتصدم لحذف الكثير من مشاهده"، مؤكدا أنهما خرجا لتناول العشاء فى مطعم سمك، وقلت له: "المخرج له رؤية فى حذف مشاهدك ولا تنظر لها على أنهم قللوا دورك لحساب أحمد السقا"، لافتا إلى أنه أطلق ذقنه قبلها بعدة أشهر ليحس بتفاصيل شخصية عبد الملك زرزور التى جسدها فى العمل، مؤكدا أنه غضب وقال له "لن أقدم سينما تانى".
أما المخرج المخرج مجدى أبو عميرة فكشف عن سبب بكاء محمود عبد العزيز على أبواب ماسبيرو، قائلا "إنه كان يبحث وهو طالب عن عمل، ولم يجد اهتماما من أحد، وبعد حضوره إحدى البروفات فى ماسبيرو وقف على بابه وهو يبكى إلى أن رأى الفنانة نورا واشتكى لها مما حدث ثم سافر للإسكندرية، وبعد شهرين طلب المخرج نور الدمرداش مشاركته فى إحدى المسرحيات ثم جاءت له فرصة "الدوامة" التى انطلق من بعدها"، مشيرا إلى أنه فنان عظيم فنيا وإنسانيا، وكان مترددا بعد نجاح مسلسل "رأفت الهجان" فى عمل المسلسلات إلى أن وجد نصا قويا لمدحت العدل وهو محمود المصرى ووافق عليه.
أماالمنتج محسن علم الدين الذى قدم أكثر من عمل مع محمود عبد العزيز قال: "الصدفة لعبت دوراً فى مشاركة الراحل بفيلم "حتى آخر العمر" حيث كنت وقتها مدير إنتاج مع المنتج رمسيس مرزوق، وكان المرشح للبطولة النجم حسين فهمى لكنه اعتذر، وبحثنا وقتها عن بطل آخر ووقتها قيل لنا عن ممثل شاب متميز فى مسلسل "الدوامة"، وبالفعل سافرت إلى إسكندرية بمقابلته وفى أول جلسة أخذ السيناريو ووافق عليه وتم التعاقد مباشرة".
وأضاف المنتج الكبير: "بعد فيلم حتى آخر العمر" قدمنا معه فيلم "وادى الذكريات" مع النجمة شادية، وبعد ذلك اتجهت للإنتاج وكان لى الشرف أن أقدم له فيلمين هما "السادة المرتشون" و"يا عزيزى كلنا لصوص"، وحقيقته صداقتنا وتعامله معى لم تتغير سواء وأنا منتج فنى وأنا منتج ولم يتغير صداقتنا سواء معى وأنا منتج ومدير الإنتاج، وأتذكر أننا سافرنا لإيطاليا من أجل تصوير فيلم "يا عزيزى كلنا لصوص"، وسألته هل تفضل أن أحجزلك فندقا لياتى رده "هو أنتم أجدع منى"، واختار الإقامه معنا قى المكان الذى نقيم فيه"، وفى النهاية أحب التأكيد أن محمود عبد العزيز قدم كل شخصياته بشكل متفرد ولا يوجد دور قدمه يشبه الآخر".