علا الشافعى تكتب: كمال الشيخ أيقونة الإخراج تعامل مع الفن بروح العابد

صادفته مرات خاصة عندما تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائى للطفل.. إنه المخرج "كمال الشيخ" والذى رحل عن عالمنا فى مثل هذا اليوم 2 يناير عام 2004 ولكن مرة وحيدة هى التى التقيت فيها المخرج المبدع لإجراء حوار صحفى، وكان رجلا شديد التواضع، حدد لى الموعد أسرع مما تخيلت، والتقينا فى نقابة السينمائيين فى شارع عدلى ذهبت فى موعدى المحدد تماما ووجدته جالسا فى هدوء وعلى ملامحه يرتسم السلام والصفاء الذى لا يليق سوى بمتعبد زاهد.. كان انطباعى قبل أن ألقاه أننى سأقابل مخرج كثير الحركة لا يتوقف عن الالتفات يمينا أو يسارا يقرأ "الوشوش" من حوله ويتفحصها، وبالطبع جاءنى هذا الانطباع من سينماه وتجربته فى أفلام يقوم معظمها على الإثارة والتشويق، إلا أننى فوجئت بالعكس رجل موهوب شديد التواضع يملك صبرا من النادر أن تجده إلا فى المبدعين أصحاب المواهب الأصيلة يومها تحملنى المخرج الكبير وجلسنا معا لأكثر من ساعتين يروى لى عن مشواره وعلاقته بالسينما وكيف بدأت ورحلته مع المونتاج.. وآرائه فى تجارب عدد من المخرجين من جيله، وكيف اكتشف موهبة المخرج المخضرم الراحل "رأفت الميهى". كمال الشيخ واحد من أهم مخرجى السينما المصرية فى ظنى، ولم ينل ما يستحق من التكريم والاحتفاء خصوصا وأنه قدم تجارب مختلفة عن السائد، ليس ذلك فقط من أهم المخرجين الذى قدم الأطفال فى السينما بشكل جديد وأسند اليهم بطولات فيلمى "حياة أو موت"، "ملاك وشيطان "1962 لرشدى أباظة و'الشيطان الصغير' و'قلب يحترق'. وهو أول مخرج مصرى وعربى يقدم فيلما عن الصراع العربى الإسرائيلى قبل العدوان الثلاثى على مصر عام 1956 من خلال فيلمه 'أرض السلام' الذى قام ببطولته فاتن حمامة وعبد السلام النابلسى، كما كان أول مخرج مصرى يشترك مع مخرج اجنبى فى اخراج فيلم عالمي، مع المخرج الايطالى 'لوتشيو فولشينى' وهو فيلم "د. نعم"، كما كان أول مخرج مصرى يعرض له فيلم داخل المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائى الدولى، وكان ذلك من خلال فيلم 'حياة أو موت' الذى أخرجه الشيخ سنة 1954، وعرض فى المهرجان.1955 الشيخ وعلاقته بأدب نجيب محفوظ وإحسان وفتحى غانم كان المخرج الراحل يعرف جيدا قيمة الأدب، وأهمية تقديم أعمال سينمائية مأخوذة عن روايات ذائعة الصيت والأهم أنه كان يعرف كيف ينتقى الرواية التى تحمل موضوعا مهما المهمة قدم أكثر من عمل سينمائى فى هذا الإطار، من بينها فيلم“اللص والكلاب”المأخوذ عن رواية الكاتب العالمى نجيب محفوظ، وقال كمال الشيخ عن تعامله السينمائى مع هذه الرواية: 'ترجمة هذا العمل الادبى للسينما كانت مختلفة جدا، فأحداث الرواية كانت تعتمد على المونولوج ونظرا إلى عدم إمكانية تنفيذه سينمائيا بنفس الأسلوب فقد حولته إلى حوار عادى عن طريق صياغة السيناريو والحوار من خلال المصدر الأصلى مع التزامنا التام به، وأحيانا كنت الجأ إلى الاستاذ نجيب محفوظ لتفسير بعض ما استعصى على من أمور، أو الجوانب التى تحمل أكثر من تفسير، لأن العمل السينمائى ينبغى أن يكون ترجمة أمينة للنص الذى بعد ذلك قدم كمال الشيخ رواية الاديب الكبير فتحى غانم 'الرجل الذى فقد ظله" فى فيلم حمل نفس العنوان، وكانت رواية فتحى غانم قد كتبت بطريقة جديدة تعتمد على سرد أربع وجهات نظر مختلفة من شخصيات الرواية الأساسيين، وقد حولها كمال الشيخ دون أن ينحاز إلى وجهة نظر معينة ونجح فى تقديم الشخصيات الأربع محور الأحداث بشكل ناجح ومشوق، بعد ذلك أخرج كمال الشيخ لإحسان عبد القدوس رواية 'بئر الحرمان' التى استعان فيها المخرج بطبيبين نفسيين بسبب كثرة التفاصيل النفسية لمعاناة بطلة الفيلم 'سعاد حسنى' وكان من بين هذين الطبيبين طبيبة طلب منها كمال الشيخ ترجمة نفسية لأحاسيس البطلة كأنثى، حسبما صرح عن هذه التجربة وكان واحدا من الأفلام الهامة فى مشوار النجمة الراحلة "سعاد حسنى"، ومن بعد هذه التجربة عاد إلى عالم نجيب محفوظ وقدم فيلم "ميرامار" عن رواية بنفس الاسم. وكان فيلم "قاهر الزمن" هو آخر الافلام التى قدمها كمال الشيخ عن أعمال أدبية، حيث إنها رواية لكاتب الخيال العلمى نهاد شريف، وكذلك كان هذا الفيلم هو آخر ما قدم كمال الشيخ فى حياته الفنية الطويلة. وكمال الشيخ من مواليد 5 فبراير 1919 فى قرية (عمروس) محافظة المنوفية.. حصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) عام 1937، والتحق بكلية (الحقوق) لكنه سرعان ماتركها وبدأ فى هذه الفترة حبه السينما وقرر أن يصبح ممثلاً فبعث بصورته إلى المخرج الشهير (محمد كريم) الذى لم يجد وجهه يصلح لأن يكون ممثلاً، فاستغل الشيخ علاقته بوزير الحربية وقتها (حيدر باشا) ليتوسط إليه ليستطيع دخول الوسط السينمائي، فعرفه بالشاعر (خليل مطران) الذى عرفه بدوره على المخرج (أحمد سالم) والذى كان يشغل وقتها منصب مدير (ستوديو مصر) فألحقه بالعمل كمونتير تحت إشراف المخرج (نيازى مصطفى). فى تلك الفترة شارك كمال الشيخ كمونتير فى عدة أفلام مهمة مثل: (ليلى بنت الفقراء) 1945، (قلبى دليلي) 1947، (غزل البنات) 1949، (الأفوكاتو مديحة) 1950، و(ظهور الإسلام) 1951. عام 1952 شهد قيام كمال الشيخ بإخراج أول أفلامه بعنوان (المنزل رقم 13) بطولة: (عماد حمدى، وفاتن حمامة) والذى حقق نجاحاً كبيراً.. وقدم فيلم غروب وشروق ومن بعده «على من نطلق الرصاص» والذى وصل فيه الشيخ إلى قمة نضجه ويظل المخرج المبدع والمخضرم أيقونة من أيقونات السينما المصرية والتى يجب أن يعاد اكتشافه من جديد. غزل البنات


















الاكثر مشاهده

"لمار" تصدر منتجاتها الى 28 دولة

شركة » كود للتطوير» تطرح «North Code» أول مشروعاتها في الساحل الشمالى باستثمارات 2 مليار جنيه

الرئيس السيسى يهنئ نادى الزمالك على كأس الكونفدرالية.. ويؤكد: أداء مميز وجهود رائعة

رئيس وزراء اليونان يستقبل الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي محمد العيسى

جامعة "مالايا" تمنح د.العيسى درجة الدكتوراه الفخرية في العلوم السياسية

الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يدشّن "مجلس علماء آسْيان"

;