فن نقلا عن اليومى
داخل مصنع مهجور أشبه بالزنزانة، يستيقظ 5 أشخاص "محمد فراج، ومحمد شاهين، ونبيل عيسى، ورامز أمير، وعمر السعيد"، من نومهم العميق، فيجدون أنفسهم داخل مكان يبدو لهم غريبًا فى كل شىء، ولا يعرف أيًا منهم الآخر، فالجميع فاقد الذاكرة، لا يتذكر أى شىء، إلا إحساسه الوقتى سواء بالجوع أو العطش، أو الرغبة فى الخروج من هذا المكان غير الآمن، لنبدأ مع المشاهد الأولى باستعراض الحالة الوقتية التى يعيشها كل فرد بالمصنع المهجور، ليتساءل المشاهد، من الذى أوصله لهذه الحالة، فـ"محمد فراج" يعيش فى رعب، ويريد الخروج من هذا المكان، بعد تلقيه رسالة عبر هاتفه المحمول "قبل أن تفصل بطاريته"، إلا أن هناك شخصًا يدعى "بشير" يجسده "أشرف مصيلحى"، سيأتى للمكان ويقتل الجميع بعد قليل.
أما "رامز أمير"، فظهر مع المشاهد الأولى، وهو نائم على ظهره مصابًا فوقه مجموعة أسطوانات غاز، وغير قادر على التحرك من مكانه، بينما يجلس "محمد شاهين" على كرسى مربوط بحبل، ولا يستطيع حله، فى حين نرى كل من "نبيل عيسى" و"عمر السعيد"، يعانيان ارتباكًا، فكل منهما غير قادر على "حل" محمد شاهين "المربوط" بعد مطالبته بهذا، خوفًا منه، الأمر الذى يجعله يطلق الرصاص بشكل عشوائى داخل المصنع عليهم، بعدما وقع تحت يده "مسدسا" عن طريق الصدفة، لتأتى رصاصة فى "كتف رامز أمير"، وتودى بحياته بعد معاناته كثيرًا، دون أن يجد من يسعفه، نظرًا لتواجدهم جميعًا داخل سجن، يصعب الخروج منه.
على الجانب الآخر نرى محاولات مستمرة من رجال الشرطة متمثلة فى "تامر ضيائى وآخرون"، للعثور على رجل الأعمال المليونير "كريم" نجل "أشرف زكى"، والتى تنتظره خطيبته "أمينة خليل" على نار تبدو هادية.
ومع تصاعد الأحداث عن طريق مشاهد "الفلاش باك"، نكتشف أن المجرم الحقيقى هو "محمد فراج"، وأن السبب فى تنفيذ هذه العملية "أمينة خليل" خطيبة الشخص المخطوف، لكونها تجمعها قصة حب قديمة بـ"محمد فراج"، ولرغبتها فى الجمع بين الأموال والحب، لكنها تصدم فى النهاية أن "محمد فراج"، تناسى ميوله الإجرامية، وسلم الفلوس، بل ورفض قتل "كريم وصديقه"، بعدما عادت له الذاكرة، وأوفى لشخصين أحدهما أنقذه من موت محقق، لينتصر فراج للخير مواجها الشر بداخله، الذى ملؤه بسبب الفقر.
بعيدًا عن أحداث الفيلم، فالمشاهد منذ البداية سيجد نفسه أمام عمل تملؤه عناصر التشويق والإمتاع البصرى والذهنى، يستحق المشاهدة، بدءًا من الديكور المعبر عن الحالة الكاملة للفيلم، فضلا عن مشاهد الفلاش باك، التى استخدمها المخرج أمير رمسيس بحرفية شديدة دون استسهال، فضلاً عن اختيار الممثلين الموفق، وكذلك المؤلف لؤى السيد، الذى يعيد اكتشاف نفسه بعيدًا عن أعمال الكوميديا التى تخصص فيها، بالإضافة للمنتج سامح العجمى الذى راهن على فكرة جديدة وغرد بها خارج السرب، وكذلك الحضور والتواجد القوى لأبطال مشاهد المصنع الـ5 فكل منهم قدم دوره على أكمل وجه، ولا يسعنى سوى أن أقول أنك أمام عمل سينمائى جديد ومختلف، يُضيف لصناعة السينما المصرية التى باتت تعانى من أفلام الغنوة والرقصة دون وجود الحالة السينمائية التى تدعوك للمشاهدة.