"الراعى الأسمر"، و"عذراء الربيع جلنار"، و"أصل الحكاية الدندرمة"، و"عيد ميلاد أبو الفصاد" أعمالا لا تنسى وما زالت محفورة فى ذاكرة أجيال عاشت وتربت على صوت الإذاعى الكبير محمد محمود شعبان الذى جعلته الصدفة "بابا شارو" رائد برامج الأطفال فى التاريخ، وفى ذكرى رحيله الـ17 التى تمر علينا 10 يناير الجارى نوضح لعشاق هذا الصوت الحنون كيف أصبح "بابا شارو" رائدا فى تقديم برامج الأطفال رغم أنه كان معدا فى الإذاعة.
والإجابة بسيطة وهى "الصدفة" التى لعبت دورا كبيرا فى حياة الإذاعى الكبير "بابا شارو"، حيث بدأ محمد محمود شعبان حياته المهنية كمعد لأحد البرامج الإذاعية وفى أحد الأيام تأخر مقدم البرنامج الذى يعمل فيه "شعبان"، ولأن مواعيد البرامج الإذاعية مقدسة اضطر المعد الشاب أن يظهر بصوته لأول مرة مكان مذيع البرنامج، ومن هنا بدأ مشواره، حيث قرر المسئولون وقتها استمراره فى البرنامج بعد رد فعل الجمهور الذى أشاد بالحلقة، ولم تتوقف الصدفة عند ذلك فقط، ولكنه حصل على لقب "شارو" أيضًا بالصدفة، عندما أخطأ مذيع الربط فى الإذاعة وقدمه باسم محمد محمود شارو.
ولد "بابا شارو" فى 21 سبتمبر 1912 فى ميدان الرمل بالإسكندرية، وتخرج فى قسم الدراسات اليونانية واللاتينية عام 1939 من كلية الآداب جامعة القاهرة، ويعتبر من أوائل من تخرج فى هذا القسم الذى أنشأه الدكتور طه حسين عميد كلية الآداب فى تلك الفترة،التحق بابا شارو بالإذاعة فور تخرجه عام 1939 بتزكية من الدكتور طه حسين بعد أن كان معيداً بالجامعة، حيث عمل بها حتى وفاته مقدماً لأحاديث الأطفال والبرامج الدرامية والغنائية والصور الموسيقية.
وقدم "بابا شارو" للإذاعة المصرية ألف حلقة من حلقات ألف ليلة وليلة، و300 حلقة درامية من كتاب الأغانى للأصفهانى، وله عدد كبير من البحوث والدراسات فى فروع الفن الإذاعى المختلفة، أنشأ شعبان معهد التدريس الإذاعى والتليفزيونى، وقام بالتدريب فيه كما قام بالتدريس فى قسم الدراسات العليا بكلية الإعلام جامعة القاهرة، وكان أستاذا زائرا لكلية الإعلام بجامعة الرياض بالسعودية، وأستاذا متفرغا بجامعة الملك عبد العزيز، حيث أنشأ بها كلية الإعلام، وحاضر لعدة سنوات بمعهد السينما والفنون المسرحية بأكاديمية الفنون بمصر وكان أول مصرى يدرس فنون التليفزيون.
مقدمة برنامج بابا شارو
البرنامج الشهير ساعة زمان