بمجرد أن يظهر وجه طفل على الشاشة، حتى تغمرك أحاسيس من التعاطف والتركيز والتأثر، وأحيانا البكاء، هذه هى الحالة التى انتابت أغلب من شاهدوا برنامج the voice kids، فى أولى حلقاته، فمن أطلوا بأصواتهم قبل وجوههم يشبهون إلى حد كبير الملائكة، وأخذوا المشاهدين والمدربين وحلقوا بعيدا عن مسرح البرنامج، إلى عالم آخر، بأحاسيسهم المرهفة، وطبيعتهم النقية وتلقائيتهم الساحرة.
أصوات مشتركى برنامج the voice kids، عرفت طريقها سريعا للمدربين، والذين بدا عليهم الانبهار الشديد، بتلك الإمكانيات المبهرة لأطفال لم تتعد أعمارهم الـ14 عامًا، ليثبت البرنامج أن الوطن العربى كما يحمل مآسى ومعاناة، يحمل أيضا مواهب مبشرة، تعدنا بمستقبل أفضل.
اختيار إدارة البرنامج للمدربين كان صائبا إلى أبعد حد، فالأسماء الثلاثة تامر حسنى ونانسى عجرم وكاظم الساهر يتمتعون بقدر كبير من حب الجمهور، وتحديدًا شريحة الأطفال فى هذا العمل، فنجحوا فى التعامل نفسيا مع أطفال ما بين 7 و14 عامًا، بقدر من الاحترافية، فنانسى عجرم هى معشوقة الأطفال، وخاصة البنات منهم، التى غنت لهم أغنية "يابنات" فارتبطت بهم تلقائيا، إلى جانب وجهها الطفولى البرىء، وقدرتها على التعامل مع تلك الشريحة العمرية، حيث لديها طفلتين تقريبا فى نفس المرحلة السنية.
أما تامر فهو دون شك نجم الجيل، ليس لجيل المراهقين والعشرينيات فقط، ولكنه أثبت أنه نجم الأجيال القادمة، فكانت إطلالته خفيفة الظل، مرحة، تشبه قطعة السكر فى كوب الشاى، فكان أكثر المدربين حماسا وتشجيعا للمواهب، فتارة يقف لهم ويحيهم، وتارة أخرى يقوم من مكانه ويصعد لهم على المسرح كنوع من التحية والتشجيع، بل وصل الأمر أنه طلب من متسابقة أن تعلمه كيف يرقص الدبكة اللبنانية.
القيصر كاظم الساهر، ورغم فارق السن الكبير بينه وبين المتسابقين، إلا أنه بدا وكأنه رمانة الميزان، والعقل الرصين فى اختيار المواهب، حيث يبحث دائما عما وراء الصوت والأداء والشكل، عن مواهب حقيقية تستطيع فى المستقبل أن يكون لها تأثيرا وحضورا، ولذلك نراه يتأنى فى الالتفات للمواهب، ويحسب له أنه بكلمات بسيطة يستطيع أن يزرع فى نفوس المتسابقين الصغار الثقة بالنفس.