"أفراح القبة" هو حالة فنية متفردة بين مسلسلات رمضان هذا العام، لما يضمه من كوكبة كبيرة من نجوم الدراما، تحت إدارة مخرج متمكن من أدواته، إلى جانب أن العمل مأخوذ من أحد روائع الأديب الراحل العالمى نجيب محفوظ.
صبا مبارك واحدة ممن لفتن الانتباه إليها بدورها "درية"، تلك الفنانة المسرحية، نجمة فرقة "الهلالى" صاحبة الشخصية القوية، والمغرورة التعالية، والتى تجسد دور البطولة فى كل الأعمال المسرحية التى تقدمها الفرقة.
لم تقدم صبا مبارك دور النجمة المسرحية المتعالية بشكل تقليدى، ولكنها استطاعت بشخصيتها المركبة أن تعبر عن الجانب النفسى فى تلك الشخصية، حيث تقع فى صراع نفسى ما بين غرورها الفنى، وبين الدور الذى تجسده فى مسرحية "أفراح القبة"، والذى تجسد فيه شخصية "تحية"، زميلتها فى الفرقة، التى قتلت، والتى أيضا كانت تغار منها، رغم أنها كانت ممثلة صغيرة بالنسبة لها، لترى درية حياتها بشكل ومنظور آخر.
برعت صبا فى دورها بانفعالات تتلاءم جيدا مع شخصية المرأة المتعالية والجبارة والنجمة المتعالية، والتى ترى عرشها يهتز بين قدميها وعلى يد ممثلة صاعدة، فنرى ثقة فى النفس مزيفة، وكبرياء مصطنع، وأنانية شديدة، ظهرت فى بحثها عن متعلقاتها التى وجدت لدى تحية حتى بعد أن ماتت، بعدما حاولت أن "تحوم" حول عباس.
ونجحت صبا أن تتقمص تلك الشخصية التى لم تحب سوى نفسها، رغم أنها النجمة الشهيرة، التى تعلق بها مدير الفرقة، وأيضا نراها كثيرا مع نجم الفرقة، وأحيانا مع أحد أعضاء الفرقة طارق رمضان.
ووصلت صبا مبارك لقمة براعتها فى تجسيد دور درية، حينما عادت من إجازتها، لتجد أن تحية أخذت مكانها فى المسرحية، لنرى ثورة درية على تحية، بل وتعديها عليها بشراسة، ومحاولاتها أن تنتزع من جسدها فستان الشخصية التى تجسدها، للحفاظ على دورها، الذى هو بالأساس كبريائها، ليظهر وجه جديد لصبا غير الوجه "الطيب" الذى تظهر به فى معظم أعمالها.