يقف الفنان حمزة نمرة حاملا جيتاره ومعه فرقة موسيقية صغيرة من جنسيات مختلفة لا يتعدى عددها خمسة موسيقيين، لكن يساوى ثقلها الفنى "دهب" فى مكان عام مفتوح وفى كل مرة بلد مختلفة من الشرق والغرب، وسط الناس والمارة ليغنى ويعزف وكأنك تنظر إلى لوحة فنية بديعة من فلكلور وتراث دول العالم العربى، من العراق "جلجل عليه يا الرمان"، ومن الجزائر "يا بحر الطوفان"، ومن ليبيا "وين أيامك" والتى غناها ظهر معه فيه الفنان حميد الشاعرى، ومن فلسطين "يا ظريف الطول"، ومن السعودية "يا عود الرمان"، ومن مصر وبالتحديد النوبة "مال المقادير"، ومن المغرب "إناس وإناس" وغيرها من الأغنيات التى أعاد نمرة تقديمها فى برنامجه على تليفزيون العربى والذى يحمل عنوان "ريميكس"، حيث يعيد تقديم هذه الغنيات بشكل موسيقى وتوزيع جديد مع فرقته الموسيقية المحترفة، والتى تملك أدوات صناعة البهجة والدهشة وخطف الآذان ولمس القلوب من خلال عزف أوركسترالى على حسب لون ونوع كل أغنية.
فى برنامج "ريميكس" استطاع ونجح حمزة نمرة أن يفكر خارج الصندوق بإقتدار ويقدم موسيقى وفنا ومتعة حقيقية لفنان مجتهد وحقيقى يُذاكر ما يفعله لتكون نتيجته التصفيق والإشادة من الناس، حتى أن صعوبة حفظ كلمات كل أغنية مثل "الأمازيغية" على سبيل المثال استطاع نمرة اجتيازها ببراعة وتفوق، وهو ما حدث فى أغنية "إناس وإناس" المغربية لمحمد رويشة والتى حققت حتى الآن أكثر من أربعة ملايين مشاهدة وغناها حمزة من قلب العاصمة الإنجليزية لندن، وترجمة كلماتها "من لم يجد ما يقدمه للحبيب..قل له ماذا سأفعل..ماذا عساى أفعل..ماذا عساى أفعل للزمان".
وفى أغنية "جلجل عليه يا الرمان" يغنى نمرة "جلجل على يا الرمان نومى فزعلى..هذا الحلو ما أريده ودونى لأهلى..يا يمه لا نطرين بطلى النطارة..واللى أريده يصير..ماكو كل جاره" وهى أغنية من التراث العراقى سجلها الفنان الهام المدفعى فى السبعينيات بألات غربية وبأسلوبه الغربى معطيا لها طابع jazz music الذى يُسمى فى العراق بـ"الهاميات"، ومن جنوب مصر غنى حمزة بألات شرقية للراحل أحمد منيب "مال المقادير" من على مركب فوق ضفاف النيل، وغيرها من الأغنيات المتنوعة بطعم الأرض والفن العربى الأصيل من شرق وغرب وشمال وجنوب الأوطان العربية.
للمرة الثانية نجح حمزة نمرة المتأثر بمدرسة سيد درويش وأحمد منيب فى تجربته التى فكر فيها بعقلية فنان محترف غرد خارج الصندوق والتوابيت والأفكار الموسيقية المتعارف عليها والتى استطاع أن يكسرها ليحلق بعيدا فى زمن إختلفت فيه مقاييس النجاح وذوق الجمهور وكل شىء، لكن حمزة جمع بين الأصالة والحداثة وتوظيفهما بشكل راق وممتع.