تراهن إدارة قناة النهار على مواهب الإنترنت والتى استعانت بهم، لتقديم برامج كوميدية ساخرة، على شاشتها، تختلف فى شكلها ومضمونها عن البرامج التى تعرض على قنوات أخرى، فالقناة لم تستعن بأى من نجوم الكوميديا لتقديم برنامج ساخر، لجذب المشاهدين، ولكنها ذهبت لفئة يعرفها جيدا جمهور مواقع التواصل الإجتماعى، وتنال موضوعاتهم التى يناقشونها استحسان ورضا جمهور هذه المواقع، ومن تلك الأسماء التى تعاقدت معها القناة عمرو راضى والذى يقدم برنامج "مايصحش كده" وهو برنامج رياضى ترفيهى ساخر، وأحمد أمين الذى سيقدم برنامج بلاتوه" بداية من الشهر المقبل.
من ناحيته، قال عمرو راضى لـ"انفراد": فكرة تقديمى فيديوهات على "يوتيوب" جاءت بالصدفة، بعد أن سجلت فيديو وأنا أتناول "اليوسفى" وأتحدث على طريقة المعلق الرياضى أيمن الكاشف، ونشرتها، فوجدت أنها لاقت إعجاب الكثيرين، وطالبونى بتقليد أشخاص آخرين، وبالفعل بدأت فى ذلك، ولكن ظلت الفكرة هى عدم التقليد بشكل مباشر ولكن من خلال موضوع معين.
وأضاف راضى: "عرض على الكثير من الأفكار، سواء على السوشيال ميديا أو من خلال قنوات معينة، ولكن لم أكن متحمسا لأغلب هذه الأفكار، حتى عرض على أحمد حسنى مالك شركة "برودكشن هاوس" فكرة البرنامج، وفوجئت أن أفكارنا متقاربة، فتحمست بشدة للبرنامج، ومن هنا جاءت المفاوضات بين الشركة وقناة النهار، وبعدها تم التعاقد مع شركة "كايرو فيلم برودكشن" ليكون الإنتاج مشتركا بينها وبين "برودشكن هاوس"، كما أن إدارة النهار كانت تتابعنى منذ فترة، وتؤمن بما أقدمه، فسياسة النهار فى الفترة الأخيرة قائمة على الاعتماد على الشباب، وهو ما يميز قناة النهار، وأعتقد أن العقول التى تدير "النهار" تسبق القنوات الأخرى فى التفكير والتطوير.
وأوضح راضى أن البرنامج سيناقش قضايا رياضية، كما يتناول قضايا أخرى، لأن الرياضة مرتبطة بكل شىء، مثل التنظيم والأمن والسلوك.
وعن اختيار "مايصحش كده" كاسم للبرنامج قال: اكتشفنا أنها كلمة سهلة وبسيطة وتقال كل يوم على الكثير من المواقف، وتعبر عن هوية البرنامج.
وعن انتشار البرامج الساخرة فى الفترة الأخيرة وظهورها بكثافة على معظم القنوات، قال راضى إن ما يحدث من انتشار تلك البرامج أمر طبيعى لأن الشعب "ناقصه ضحكة"، فالحزن والوجع والسياسة والتنظير "كتير"، ولكن "اللى طالعين يبسطوا الناس مش كتير"، رغم إن المصريين بطبيعتهم يحبون الضحك، فوسط الهموم والضيق نجد أن المصرى من السهل أن يضحك.
وعن فكرة تقديم برنامج ساخر رياضى فى نفس الوقت قال: الفكرة ليست جديدة ولكنها موجودة منذ 10 سنوات ولكن "مستخبية" فى الاستوديوهات التحليلة، فالكوميديا موجودة بقوة ولكن المسمى هو برنامج تحليل مباريات كرة القدم، فحينما أشاهد تلك البرامج أضحك بشدة وأعتقد أنها مادة جيدة للضحك .
من جانبه، قال أحمد أمين لـ"انفراد" إنه سيظهر خلال البرنامج بشخصية ممثل "لا هو مشهور ولا مغمور" ولكنه سعيد بحياته أنه موجود فى البلاتوه ويحاول السعى للحصول على فرصة طوال الوقت ومن خلال حياته داخل البلاتوه تحدث له مواقف كوميدية.
وأضاف أحمد أمين، أن البرنامج تطور طبيعى لـ"break" الذى كان يقدمه على اليوتيوب وبعدها على قناة النهار، وتابع قائلا: "زمان كنت أقدم دور ممثل يجلس داخل غرفته ويتحدث مع الناس وكان يرتدى ملابس غريبة أما الآن قمنا بتوسيع الكادر وأصبحنا نرى حياة البلاتوه بالكامل".
وقال "أمين": أريد أن أقدم بعض الفقرات الجديدة مثل تقديم أغانى بطريقة مختلفة واستغلال النجوم الذين سيظهرون فى بعض حلقات البرنامج، ولكن بشكل مختلف بحيث أن يكون ظهورهم تحديًا لى.
وأضاف أحمد أمين: لا أتفاعل إطلاقا مع السياسة فى حياتى مثلها مثل كرة القدم، وأنا لا أحب أن أقدم سوى الموضوعات التى أتفاعل معها حتى أجيد تركييبها وعرضها على الجمهور بصورة جيدة، تلك المواضيع التى يطلق عليها الكوميديا النظيفة أو "green comedy"، غير المرتبطة بسياسة ولا حدث ولا شخص ولا سخرية من أحد وخالية من أى إيحاءات سيئة، وبالتالى لا تموت لأنها مرتبطة بالعلاقات الاجتماعية، والبرنامج غير مرتبط بفترة زمنية معينة، وحلمى أن يكون البرنامج مثل مكتبة كوميدية يحتفظ بها المشاهد فى منزله ويشاهدها فى أى وقت.
ورفض أمين أن يصفه الجمهور بمقدم برامج مشيرًا إلى أن ما كان يقدمه على اليوتيوب هو تمثيل ويصنف فى الكوميديا بـ"المونولوج الكوميدى" وفى أجزاء منه بالطبع مرتجلة ولكنه فى النهاية تمثيل ارتجالى، ولا فرق بين التمثيل على اليوتيوب أو فى التليفزيون، الفرق فقط يأتى فى الإنتاج الذى يعطى فرصة لتقديم حكايات مختلفة بسبب توفير الإمكانيات وهذا ما وفرته قناة النهار.
واختتم أحمد أمين حديثة قائلاً: أن الحياة متجهة نحو ما يعرف بالـ"IP TV" أو التليفزيون المعتمد على الإنترنت، الذى يعتمد على دخولك على أرشيف أو مكتبة وتشاهد العمل الذى تريده، لكن فى النهاية صانع المحتوى لا يموت، وتوقع أمين أن تشهد الفترة المقبلة منافسة قوية بين البرامج الكوميدية ستكون فى مصلحة الجمهور.