الفرحة التى استقبل بها المصريون خبر فوز النجم "ليوناردو دى كابريو" أخيرًا بجائزة أوسكار أفضل ممثل لم تكن مجرد فرحة عادية بنجم يحبونه ويفرحون لنجاحه، ولكنها فرحة غير عادية جسدت علاقتهم غير العادية بهذا النجم منذ كان يمثل لهم فتى الأحلام الوسيم وحتى تخلص أخيرًا من الحظ السىء الذى يلاحقه ونال جائزة الأوسكار.
"جاك".. فتى أحلام التسعينيات
السحر الذى غلف علاقته بـ"روز"، وعلاقة الحب الرومانسية للغاية التى تفانى فيها حد الموت جعلت من "جاك" بطل فيلم "تايتانيك" الذى لعب دوره "ليوناردو دى كابريو" فتى أحلام الكثير من الفتيات فى التسعينيات وبدايات الألفية الثانية، لا سيما مع وسامته الواضحة.
وطالما حرصت الفتيات على قص صوره ولصقها فى دفاتر مذكراتهن، وتبادل بطاقات رومانسية تحمل صوره، خاصة فى لقطات من فيلم "تايتانيك".
مرحلة النضج.. و"كنتِ ممكن تاخديه على الخشبة"
مرحلة جديدة فى علاقة الشباب فى مصر بـ"ليوناردو دى كابريو" جاءت عندما أعادوا التفكير فى أحداث الفيلم وقد تخلوا قليلاً عن رومانسيتهم المفرطة وتحلوا ببعض النضج، وبدأوا يتسائلون "لماذا يموت جاك بينما كان من الممكن أن تتسع قطعة الخشبة الشهيرة لهما هما الاثنين.
وفى الحقيقة هذه الإشكالية لم تشغل المصريين فحسب لكنها شغلت الشباب فى جميع أنحاء العالم، حتى أن شاب وفتاة رسما قطعة خشب تحاكى الخشبة الشهيرة فى الفيلم وجلسا عليها معًا بكل الأوضاع الممكنة.
هذا الجدل تطلب ردًا من مخرج الفيلم الذى أوضح فى عام 2012 أن المساحة ليست المشكلة ولكن مسألة الطفو، وقال فى تصريحات صحفية إنه إذا صعد الاثنان على الخشبة كان من الممكن أن يغرقا هما الاثنين، وتابع "هو لم يكن غبيًا ولا انتحاريًا ولكنه يعلم جيدًا أن الخشبة ستطفو بشخصٍ واحد فحسب".
"الممثل المظلوم"..
مع مرور السنوات ازداد عمق العلاقة بين "ليوناردو دى كابريو" والشباب الذين لمسوا فى حاله الكثير من التشابه بينهم، فهو، تمامًا كما يرون أنفسهم، ممثل مجهتد ومتميز جدًا، ولكنه لا ينال حقه من التقدير ولا ينال أبدًا التقدير الذى يتمناه وهو "جائزة الأوسكار" وتسبب هذا التعاطف فى خلق علاقة مميزة جدًا بينه وبين المصريين.
"كوميكس النحس"
بمرور الوقت بدأ الشباب يتعاملون مع "ليوناردو" تمامًا كما يتعاملون مع مشاكلهم بالسخرية من باب "هم يضحك"، فاحتلت صوره عشرات الكوميكس الساخرة من النحس الذى يحاصره ويقارنون حالهم بحاله وأصبح بمثابة أيقونة للنحس فى منشوراتهم الساخرة.
الأوسكار.. "ياه يا عبد الصمد"
لم يشكل فوز "دى كابريو" للشباب مجرد تحقق حلم قديم تأخر كثيرًا، ولكنهم شعروا بأن هذا بمثابة علامة على أن أحلامهم التى تأخرت كثيرًا من الممكن أن تتحقق أخيرًا وعلامة على "فك النحس" لهذا الجيل.