فرشاة ومجموعة من الألوان، تلك الأدوات البسيطة التى قرر مجموعة من الشباب استخدامها فى "تلوين مصر"، اختاروا عدة مناطق رمادية باهتة وغيروا معالمها تماماً، وسرعان ما انتشرت الفكرة وانتقلت من مجموعة شبابية لأخرى، قاموا بتلوين مناطق متفرقة فى القاهرة ثم خردوا من العاصمة لتصل فرشاتهم وألوانهم لجزيرة "هيسا" بأسوان.
حكاية مصر الملونة التى بدأت فى الظهور فى صورهم هى التى يسردها لـ "انفراد" واحد من أوائل الشباب الذين اتجهوا لتلوين مصر "هاشم رأفت" فى عامه الدراسى الأخير بكلية الهندسة، وقال هدفنا كان تغيير شكل الشوارع الباهتة ووضع لمسة جمالية على الجدران والشوارع وتحسين نفسية المواطنين المصريين اختار أن يبدأ وحده فى تلوين الشوارع بعد قرائته عن تأثير الألوان على نفسية الإنسان، فبدأ بتلوين حائط 4 مترفى 6 متر، واختار اسم "مشروع السعادة" ليصبح عنوان لمشروعه فبدأ بالأحياء الشعبية؛ لأنها أماكن قديمة يمكن إحياؤها مرة أخرى.
"باب الخلق" هى المنطقة التى قرر رأفت أن يبدأ منها مشروعه هو و13 شاب آخر ليذهب منها إلى تلوين مدرسة فى الفيوم عبارة عن 3 أدوار ومنها إلى النوبة تحديداً جزيرة هيصة الفرعونية، ومن النوبة إلى محافظة الشرقية استكمل الفريق الذى يرأسه هاشم تلوين الشوارع بالدهانات، ليضفى لها نوع خاص من البهجة التى انعكست على نفسية المواطنين المقيمين بها.
"رد فعل الناس مكناش متخيلينه حاجة بسيطة قدرة تفرحهم"، بهذه العبارات عبر هاشم عن سعادته البالغة لاستقبال المواطنين لهم، فيروى "الناس جابولنا أكل من بيتهم ونزلوا يكنسوا وينضفوا معانا واللى فرحنا أكتر الشركة اللى قررت تساعدنا شركة ناشونال قررت تمدنا بالألوان مجاناً بدل ما كنا بنجمع فلوس عشان نلون على حسابنا".
"عايزين نشوف الحياة كلها بالألوان"، بكلمات يصاحبها الشغف، قالت مروة ناصر طالبة الفنون الجميلة أن فكرة تلوين الشوارع جاءت لها من صور فى دولة المغرب، ومن بعدها قمنا بتلوين السلم الذى نسير عليه بشكل يومى ليضيف نوعاً من البهجة للطلاب يومياً وبعد تعاون المواطنون معنا قررنا أننا كمجموعة تتكون من 12 فتاة أن نلون الأماكن المكشوفة التى يمكن للجميع أن يراها، فذهبنا إلى محافظ الجيزة لأخذ التصاريح وأعطانا التصاريح بالفعل وقمنا بتلوين بعض الأماكن فى محافظة الجيزة، ليس التلوين فقط ولكن أيضاً تنظيف الشوارع لعدم وجود عمال نظافة.
"جمعنا فلوس من بعض وبعد كدا جه الفرج من شركة للدهانات"، كنوع من المزح عبرت مروة ناصر عن فرحتها بالدعم الذى تلقوه من شركة شهيرة للدهانات، فبعد أن كانوا يجمعن مصاريف الألوان والأدوات من بعضهن البعض، جاء الدعم كنوع من النجدة لهن.
"سلم غمرة لوناه وكان رد فعل الناس عظيم"، بهذه الكلمات عبرت مروة عن سعادتها برد فعل الناس فور رؤيتهم لسلم غمرة الذى قمن بتلوينه بألوان زاهية، لينطلقوا بعضها إلى كوبرى المشاة فى نفس المنطقة ومنه إلى جامعة حلوان وكوبرى الفاروق فى المعادى.
وتروى مروة "سكان المناطق الشعبية حافظوا على الألوان أكثر من سكان المناطق الراقية من كتر فرحتهم بيها".