"يعملوها الكبار .. ويقعوا فيها الصغار" هذا ما يحدث للطفل تحديداً عندما يقوم أحد أفراد أسرته بالاعتداء على أمه بالضرب أمام عينيه، قد يكون خلافاً عابراً سينتهى بعد أيام بين هؤلاء "الكبار"، ولكن عند "الصغار" الأمر يختلف تماماً، فشيئاً ما سيتصدع بداخله، وسيحتاج إلى مجهود لترميمه، فتقول الدكتورة هبة العيسوى، أستاذ الطب النفسى، بطب عين شمس، أن الطفل الذى يشاهد هذا الموقف بعدما كان يشعر بالأمان تجاه أفراد أسرته، سيتكون لديه شعور معاكس، بالخوف، مما قد ينتج عن ذلك التلعثم فى الكلام، أو التبول اللا إرادى، أو تحوله لطفل عنيف وعصبى، يضرب الآخرين، أو يؤذى نفسه، وإن كنتِ من سيئات الحظ اللاتى تعرضن لهذا الموقف مع إبنك، تقدم لكِ الدكتورة هبة العيسوى، نصائح للطريقة المثلى للتعامل مع هذا الطفل.
اتكلمى معاه .. ووضحى سبب اللى حصل
بعد انتهاء هذا الموقف، عليكِ تقديم تفسيرات لطفلك عما حدث، وتوضيح أسباب هذا الموقف، لكن وأنتِ تشرحين هذا يجب أن تتوخى الحذر فيما تنطقين به، فحذارى أن تتحدثى عن المعتدى عليكِ بكلمات نابية، ولا بأسلوب تهديدى، لأن ذلك من شأنه أن يزيد الفجوة النفسية بينه وبين الطرف الآخر، فى حين أن الأيام قد تصلح بينك وبينه، ولكن ستظل الفجوة النفسية قائمة بين الطفل والمعتدى بالضرب.
متبالغيش فى الحدث
قد تشعرى بأن الآثار الناجمة عن الضرب كبيرة، ولكن حتى إن كانت كذلك، حاولى تبسيط الموضوع أمام الطفل، لأنكِ إن لم تفعلى ذلك، وإن قمتى بالتعبير عن ألامك التى تشعرين بها أمامه، سيتحول الأمر لديه من خوف إلى هلع.
متخليهوش طرف فى الخلاف
الكثير من الأمهات عندما يحدث خلاف بينها وبين أى شخص من الأسرة، تجعل أولادها طرفاً فى هذا الخلاف، فتجدها تقول لإبنها: "قوله إعمل كذا"، على اعتبار أنها لا تتحدث مع الطرف الآخر، وأحياناً توكل الإبن لأخذ حقها، ولكن الدكتورة هبة العيسوى تحذر من هذا الفعل، فتؤكد أن هذا يُبدل المثلث الأسرى، حيث الكبار فى أعلى المثلث، والصغار فى القاعدة، وعندما تُشرك الأبناء فى الخلاف، هى بذلك بدلت الأدوار.
متسمحيلوش بالكلام عن الطرف التانى بطريقة سيئة
على الأم أن تحافظ على احترام أبنائها للكبار مهما كانت مختلفة مع هؤلاء الكبار، فإن سمحت له بالحديث عنهم بطريقة سيئة، سيقلل من قيمتهم أمام الطفل، فى حين أنها ستحتاج إليهم فيما بعد فى التربية، لذلك يُنصح بأن يكون للأم بُعد نظر، ولا تتصرف وفقاً لانفعالاتها، فعليها ألا تثأر لنفسها على حساب الصحة النفسية للطفل.
أكدى على حبهم ليكى
عندما تتحدثين مع إبنك عن هذا الشخص الذى اعتدى عليكى أمامه، فاجعليه يُفصل بين ما حدث، وبين الحب المتبادل بينك وبين أفراد أسرتك، فقومى بإيصال رسالة مفادها أن هذا الخلاف عابر، ولكن يظل الحب بينكم.