دخل الجامعة وفور انتهائه من عامه الرابع بكلية الحقوق أتخذ المسار الطبيعى للعمل، فأخذ يبحث هنا وهناك عن فرصة عمل تناسب مجاله، لكن ما وجده مصطفى فى مجاله هو التدريب عند محامِ مقابل القليل من الأموال التى لم تكفِ قوت يومه لمدة أسبوع واحد فى الشهر، فقرر أن يتعلم مهنة يمكنه من خلالها أن يعيش بشكل بسيط.
بدأت الفكرة تأتى إلى عقله عندما وجد مجموعة من الميداليات على الأرصفة يبيعها الأطفال فى الإشارات المرورية بالشوارع، فقرر من هنا أن يصنعها ولا يكتفى ببيعها فقط، مستغلاً إدراكه الجيد باللغتين العربية والإنجليزية، وقرائته الكثيرة فى اللغة الهيروغليفية.
لم تكن الميداليات الخشبية البسيطة هى خيار مصطفى لكسب قوت يومه، بل اختار أن يجعل ميدالياته قيمة إلى حد كبير وأفضل من مثيلاتها، فاختار أن يصنعها من النحاس والفضة وبعد ذلك يُطليها بالفضة أو بالذهب حسب رغبة بعض الزبائن، فالبعض يفضلها فضية والبعض يفضلها بماء الذهب، وبالطبع يرتفع سعرها عن الميداليات الأخرى باهظة الثمن.
وفور صناعة مصطفى لعدد من الميداليات المطلية بالفضة وماء الذهب استطاع مصطفى أن يجعل توزيعه منتشرًا، ليس فقط على الأفراد، لكن تسارع التجار عليه ليأخذون منه كميات كبيرة بعد أن حققت رواجًا تجاريًا كبيرًا، رغم أن صناعتها تتم أمام محل على خشبة صغيرة وكرسى فقط.
ويقول مصطفى الذى يبلغ من العمر 30 عامًا "باخد قطعة النحاس أو الفضة مرسوم عليها الإسم من الخطاط اللى بتعامل معاه وبعدها ببدأ أفرغه بطريقة معينة وأبدأ عملية الطلاء بالفضة أو ماء الذهب على حسب رغبة التاجر وبعدها بنضفها بأدوات كيميائية معينة واعبيها فى كياس".
ويصف مصطفى حاله أنه سعيد بما أنجزه وحققه، فعندما فكر فى صناعة الميداليات كان ينزل للشارع كى يبيعها، لكنه الآن لا يحتاج أن ينزل إلى الشارع فمن يريدها يأتى له، فضلاً عن تعامله مع العديد من التجار، وبفخر شديد يقول مصطفى "أنا بعرف أنجليزى وعربى وبعمل أسماء الناس بالهيروغليفى كمان وبحس بفرحة وانا بعملها عشان الميداليات وش الخير عليا".
الموضوعات المتعلقة:
لاعبو القوات المسلحة يحصدون 17 ميدالية فى بطولة أفريقيا للمصارعة
خواتم الفضة لأناقة وبريق يديكِ فى العيد
بالصور.. "سبحة زمان.. لولى ومرجان".. 33 حبة حسنات