أكثر من 20 محطة مترو يقطعها "حسام" يوميًا فى الطريق من منزل أسرته إلى بيته أو عمله، يحاول خلالها كالكثيرين، أن يتحايل على الوقت بالاستعانة بـ"الموبايل"، يجرى محادثات ويتصفح الإنترنت، أحيانًا يتشاغل بتصفح الصور، إلا أنه، كالكثيرين أيضًا، لم يكن يفعل ذلك وحده، إنما يشاركه كل هذا جاره فى المترو الذى ربما يركز فى هاتفه أكثر منه.
ومع مرة بعد أخرى شعر فيها "حسام الرودى" أن خصوصيته تنتهك، وعجز عن الوصول لحل مناسب بعد تغيير وضع جلوسه أكثر من مرة محاولاً للوصول لأقصى حد من الخصوصية، لم يجد حلاً أفضل من إحراج المتطفل على خصوصيته بالتقاط صورة "سيلفى" معه.
ويقول "حسام" لـ"انفراد" "بفتح الكاميرا الأمامية وأسيبها دقيقة يمكن يتراجع لما يشوف نفسه فى الكاميرا، لكن الغريب إن ناس كتير بتفضل بردو مركزة، بعد ما القط الصورة بعضهم بيتوتروا لكن ما بيعرفوش يقولوا إيه".
يضيف "الموضوع مش بس مزعج علشان انتهاك الخصوصية، لكنه خطر كمان لأنهم ممكن يشوفوا صور خاصة بيا وأهل بيتى، أو باسورد بكتبه، أو رقم تليفون أو حتى كلام خاص بينى وبين الناس، ولأن مافيش أى حاجة أقدر أخد بيها حقى منهم، قررت انتقم واشفى غليلى بنشر صورهم".
لم يتوقع "حسام" أن تنتشر الصور والفكرة بهذه الدرجة الكبيرة على "السوشيال ميديا" ويقول "صديقى نشرها على "تويتر" وفوجئت إنها انتشرت فى كل حتة، لدرجة إن ناس بدأت تشاركنا الصور اللى لقطتها لناس بتتطفل على تليفوناتها، أو بتتطفل على ناس تانية".
يتابع حسام "المشكلة مش مشكلتى لوحدى، ولا زى ما بعض الناس بتقول، ناس بتكون مبهورة بالتليفونات، لأن بعض الناس اللى صورتهم معاهم تليفونات زيى زيهم ويمكن أحدث، لكن الفكرة إنهم مغرمين بانتهاك خصوصية الناس".
وفى محاولة منه لردع "المتطفلين الجدد" يقول حسام "دلوقتى بقيت لما أشوف حد بيبص فى تليفونى بفتح له ألبوم الناس اللى قبله يمكن يتعظ، بس مافيش فايدة".