كتب الناقد الفنى "محمود عبدالشكور" يومًا "أحببت دومًا أن أنظر إلى فيلم "زوجة رجل مهم" باعتباره مرثية للرومانسية الضائعة قبل أن يكون إدانة للدولة البوليسية، أردت أن أرى الحكاية بأكملها من وجهة نظر بطلته منى (ميرفت أمين) لا من وجهة نظر هشام (أحمد زكى) التى تناولتها كل المقالات المكتوبة عن الفيلم".
هذه النظرة للفيلم من زاوية مختلفة وبعيدة عن الفساد فى جهاز الشرطة يمكن أن تقدم للفتيات عدة دروس هامة كى تتجنب التورط فى زيجة مشابهة أو علاقة تنتهى بدفعها نحو انتحار مادى أو معنوى، أو على الأقل تنسحب قبل أن تفقد أفضل سنوات عمرها..
"فكرى فى لما الانبهار يروح وتبان الحقيقة"
بعد معركة ساخنة بينهما، احتضن الضابط هشام زوجته الحالمة وقال لها "فاكرة قبل ما نتجوز قلتى لى ايه.. لما بكون معاك بحس إن الأبواب بتتفتح قدامنا.. بحس إن الناس كلها بتحترمنا ومستنية أى كلمة أو إشارة منا.. وانتى مبهورة بالكلام دا ساعتها قلت هى دى اللى تنفع تبقى مراتى".
ردت "كنت عيلة" فعلق "عايزك على طول تبقى عيلة" فأجابت بالعبارة التى تلخص مشكلة علاقتهما وخطأها الأكبر حين قررت الزواج منه وقالت "هى دى المشكلة.. كل يوم بكبر وبفهم، بيروح الانبهار وتبان الحقيقة".
من المهم أن تفكرى مليًّا قبل اتخاذ قرارك فى هذه اللحظة التى يختفى فيها الانبهار وتتجلى الحقيقة، تخيلى الرجل الذى تفكرين فى عرض زواجه مجردًا من كل شيء يمكن أن يفقده واسألى نفسك هل لا زالتِ تودى الارتباط به؟ أم لا ".
"فكرى فى علاقته بأسرته"
حين تقدم "هشام" لخطبة "منى" لم يصطحب معه أحد أفراد أسرته، لكنه فضل اصطحاب رئيسه فى العمل، مما يعكس ميله الشديد نحو عمله وعدم ارتباطه بأسرته، لتكتشف فيما بعد أنه يتنكر من أسرته ويسيء معاملتهم ويرفض مساعدتهم من الأساس، وهو ما يذكرك بالتأكيد بالمثل الشعبى "اللى مالوش خير فى أهله.. مالوش خير فى حد".
"سؤالك عن شغله.. مش بس مرتب ومواعيد"
دائمًا ما يسأل أهل الفتاة عن طبيعة عمل العريس، ويحرصون على الإلمام بالكثير من التفاصيل حوله، ولكن هذه التفاصيل غالبًا ما تتعلق بالجوانب المادية وتفاصيل المكان ونظام العمل.
وكذلك العروس نفسها، تسأل عن هذه التفاصيل لكنها لا تفكر أبدًا فى البحث وراء أخلاقياته فى العمل والمبادئ التى يسير عليها، وما إذا كان تقدمه فى عمله يسير بشكل طبيعى وأخلاقى ومنطقى أم أنه يسلك طرقًا ملتوية من أجل ذلك.
هذه التفاصيل لن تشكل فارقًا فقط فى معرفتها بشخصية الرجل، ولكنها تنعكس على مستقبلها معه أيضًا إن آجلاً أو عاجلاً، تمامًا مثلما حدث مع منى حين فقد هشام عمله.
"اسألى نفسك: هو عايزك ليه؟"
أحلام "منى" وطموحاتها واهتمامتها ومستقبلها، كلها لم تكن تهم "هشام" أبدًا، ولم يفكر فى الارتباط بها أبدًا من أجل واحدة من هذه الأشياء وإنما أحب فى الأساس جسدها، وطاعتها وانبهارها به، لذا لم يطق أبدًا أن تخالفه ولم يكن مهتمًا بمستقبلها ولا اهتماماتها.
لذا من المهم أن تسألى نفسك وتطرحى السؤال نفسه بوضوح عليه "لماذا يريد الارتباط بكِ؟" وتعرفى على السبب الحقيقى بعيدًا عن الكلام المنمق.
"ما تنسيش نفسك"
من المهم ألا تنسى نفسك بعد الزواج، لا تنسِ اهتماماتك وهواياتك وحياتك الخاصة وشغفك البعيد عن كونك زوجة، هذه التفاصيل التى لا تجعل حياتك متوقفة على الزوج واهتمامه بك ثم تنهار بانهيار علاقتك به.
"بكرة مش هيبقى أحسن"
فى المعركة الأخيرة التى سبقت مشهد النهاية فى علاقتهما انفجرت "منى" وقالت "أنا استحملت كتير ومرت عليا أيام أسود من السواد كل مرة بقول اصبرى بكرة هيبقى أحسن بس مافيش فايدة..".
هذا الكلام الذى تكرره النساء بينها وبين نفسها آلاف المرات، وتظل تكرره طويلاً حتى تضيع أجمل سنين عمرها مثلما قالت منى، لكنه لا يتغير وتدرك فى النهاية بعد فوات الأوان أنه "مافيش فايدة".