ظروف اقتصادية سيئة وشباب يعملون أكثر من 16 ساعة يوميًا فى أعمال شاقة لتوفير قوت يومهم بالكاد، إلا أن إيصالات الكهرباء لمنازلهم زادت من الهموم التى اُلقيت على عاتقهم، هذا هو الحال فى أسوان حسبما وصفه أحمد فتحى الشاب الصعيدى الذى يبلغ من العمر 31 عامًا، دفعته كل هذه الأحوال المتردية إلى استغلال عمله فى السوشيال ميديا لإيصال رسائل هؤلاء المواطنون البسطاء إلى المسئولين ورسائله أيضًا.
البداية كانت من هاشتاج "امسك فاتورة" ليشارك عليه المواطنون بصور إيصالات الكهرباء والماء التى ازدادت فى الآونة الأخيرة، وسرعان ما انتقل الأمر من هاشتاج إلى صفحة على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، ولم يتوقع أحمد أن تحصل صفحته على كل هذه الإعجابات والمشاركات منذ اليوم الأول لها، فالرسائل الكثيرة على صفحته وصور فواتير الكهرباء جعلته يشعر أن صعيد مصر لم يقف وحده ضد تيار الغلاء فى فواتير الكهرباء، بل إن كافة محافظات مصر فى الحال نفسه.
"مش هتكلم من غير صور فواتير عشان انا مبحرضش ضد حد" كلمات يقولها أحمد يوميًا أكثر من مرة لمن يُرسل له شكواه من احدى الإيصالات، فهو لا يتحدث دون إيصالات؛ حتى لا يظن أحد أنه يرغب فى إثارة القلاقل أو أنه مدفوع من قِبل أحد، وضمن الشكاوى التى جاءت إلى أحمد عبر صفحة حملته "امسك فاتورة" هو ارتفاع فاتورة كهرباء من 35 جنيهًا إلى 219 جنيهًا، بينما ارتفع إيصال الغاز من 6 جنيهات لـ 77 جنيهًا، بينما ارتفع إيصال الماء لدى آخرون إلى 700 جنيهًا.
ولم تكن محلات أحمد بمنأى عن ارتفاع أسعار إيصالات الكهرباء والماء، فهو يمتلك محل مشويات ومحل آخر للحلويات، فيقول "كنت بدفع كهرباء للمحل 150 جنيه ودلوقت بدفع 1000 جنيه، والغاز كنت بدفعله 20 جنيه دلوقت بقى 400 للمحلين، هنجيب منين ؟ المحلات فى الصعيد مبتكسبش زى القاهرة احنا كل فين وفين لما بيجلنا زباين".
ويستكمل أحمد فتحى "محدش بيجى يقرأ العداد واحنا مستعدين نقول كدا لوزير الكهرباء نفسه، الشاب اللى بيقبض 1000 جنيه هيكفى نفسه ازاى مواصلات واكل وشرب وفواتير كهرباء؟ هنكمل الحملة لحد ما نشوف حل مع وزارة الكهرباء وشركة المياه عشان حرام اللى بيحصل، احنا بندفع فواتير للمحلين أكتر ما بنكسب منهم".