كثيراً من المحن تمنحك الفرص العديد للإبداع، وهذا ما حدث مع شاعر المهجر جبران خليل جبران، الذى عشق الفن بكل أشكاله فكان رساماً وشاعراً وكاتباً، وتعامل مع القيم الأدبية والوطنية بنوع من الميل الوجدانى إلى الأشياء المجردة، التى لا تبحث لها عن معانى، فهى كفيلة بتوضيح نفسها من خلال المشاعر التى تحتوى عليها، وكان جبران خليل جبران سابقاً عصره بحكمه و أقواله، فكثير من الأقوال المأثورة التى قالها جبران، تعتبر حكم مناسبة لعصرنا الذى نعشه حالياً، فهو من تحدث عن الحرية واختلاف الفكر و حب الوطن، بالإضافة إلى كلماته عن الحب.
من أبرز أقوال جبران خليل جبران التى تعبر عن عصرنا هذا:
1-"منبر الإنسانية قلبها الصامت لا عقلها الثرثار"
وتعبر مقولة جبران هذه عما يحدث الآن من تعاطفنا مع كثير من القضايا الإنسانية والمواقف الهامة، من خلال الأحاديث والكلمات على السوشيال ميديا فقط، دون الإحساس الحقيقى بالقضية من داخلنا.
2-"بين منطوق لم يُقصد و مقصود لم يُنطق تضيع الكثير من المحبة"
وتوصف هذه المقولة حال الكثير من العلاقات الاجتماعية و العاطفية بين الأشخاص الآن، فهى تعبر عن حالة التردد فى البوح بكثير من الكلمات التى تحمل فى طياتها كم من المشاعر لو قيلت فى وقتها، لجنبتنا الكثير من المشكلات وانهت كثير من المواقف بكلمة.
3-"ربما عدم الاتفاق أقصر مسافة بين فكرين"
تنطبق أيضاً هذه المقولة على حالة الخلاف الفكرى الذى تسيطر علينا طوال الوقت، وتؤدى إلى وجود نزاعات ومشكلات كبيرة، لأن كثير منا لا يقتنع باحتمالية الخلاف الفكرى وعدم الاتفاق على نفس الرأى، وأن ذلك لا يعنى الخلاف الإنسانى.
4-"الحق يحتاج إلى رجلين، رجل ينطق به ورجل يفهمه"
وبالرغم من قيام العديد من الثورات، والتظاهرات التى نادت بالعديد من الحقوق، إلا أن جبران خليل جبران لخص كل ما يدار عن الحق والمجاهرة به والحصول عليه من خلال هذه المقولة، التى وضعت شروطاً حقيقية للحصول على الحق.
5-"تعلمت الصمت من الثرثار والتساهل من المتعصب، واللطف من الغليظ والأغرب من هذا إننى لا أعترف بجميل هؤلاء المعلمين"
وتحدث جبران فى هذه المقولة عن الخبرات الحياتية التى يكتسبها العديد من الأشخاص، والفضائل التى نكتسبها من آخرين، ورغم ذلك فالعديد منا لم يذكر الأشخاص الذين تعلم منهم، ويكتفى فقط بالخبرة المكتسبة.
6-"الصديق المزيف كالظل، يمشى ورائى عندما أكون فى الشمس، ويختفى عندما أكون فى الظلام"
وعن وجود كثير من العلاقات المزيفة سواء فى الناحية لاجتماعية أو السياسية أو العاطفية، شمل جبران بهذه المقولة العديد من المواقف التى تحدث ونصدم فيها من بعض الأشخاص، وأبدع جبران فى هذا التشبيه واحتوى على قدر كبير جداً من الواقعية.