بفرن من الطين، ونيران تنتظر شروق الشمس لتشعلها ، لتأخذ بيد مسنة وأسرتها ، تعيش أسرة لا تتمنى سوى بيع أرغفة من الخبز لتستطيع مواصلة العيش بثمنها، وسط عشش تحيط بها معزولة عن عالم مليء بالرفاهية على بعد أمتار قليلة.
” بخيتة عبد الهادى ” ، تبلغ من العمر 85 عامًا، وتسكن بأحد عشش السودان بالدقى ، تروى قصتها مع صناعة الخبز هى وابنتها التى تبلغ من العمر 65 عامًا ، وتدعى بديعة ، واللتان ظلتا تمتهنان صناعة الخبز وبيعه لنصف قرن من الزمان:”بقالنا 50 سنة هنا .. وبنخبز وناكل ونشرب ..ومستورين الحمد لله”.
وأضافت الحاجة بخيتة فى حديثها لكاميرا فيديو 7 قناة انفراد المصورة :” العيال الصغيرة بياخدوا العيش ويطلعوا يبيعوه برة ويجيبولنا الفلوس”، موضحة طريقة عمل الخبز، قائلة “نجيب شوية الدقيق نعجنه ونقطعه ونخبزه ، ويطلع لنا 15 جنيه فى اليوم ، وساترنا ولا بنسلتف من حد ولا بنقول لحد هات”، متابعة :”الفرن هو اللى معيشنا وبناكل منه عيش”.
وتحت أسقف خشبية مفرغة تتسلل من خلالها مياه الأمطار ، لتجد طريقها لإطفاء نيران الفرن الطيني ، ليمنع عنهم الحصول على رزقهم لبعض الوقت ، توضح “يوم نخبز و10 نبطل، ولما تكون الشمس طالعة نخبز، ولما تغيب والمطر ينزل ما بنعرفش نخبز.”