مهرجانات عديدة تنظمها دول العالم، تتنوع بين السياحية والفنية والرياضية رغبة منها فى الترفيه عن شعوبهم وتشجيع السياحة التى تُنعش بدورها الاقتصاد لهذه الدول.
وعلى مدار الأعوام الماضية تنوعت المهرجانات فى دول كثيرة وعلى رأسها الصين التى باتت تُنظم مهرجان كل شهر، أى بمعدل 12 مهرجانًا فى العام الواحد، فكل شهر له نوعًا معينًا من المهرجانات بداية من مهرجان الجليد فى يناير وحتى مهرجان الاحتفال بالعام الجديد فى ديسمبر.
إلا أن مصر لم تعطِ المهرجانات أهمية تتناسب مع قيمتها الترفيهية والاقتصادية، ففى أوقات قليلة جدًا تنظم مصر بعض المهرجانات بصورة يكاد لا يلاحظها أحد من المصريين، كما أنه ليس لها تاريخًا معينًا سنويًا ينال اهتمامًا من جانب أفراد الشعب المصرى، ولم ينل مهرجان الطبول الدولى الذى كان حفل ختامه أمس فى القاهرة اهتمامًا كافيًا من جانب المواطنين، حيث أنه نُظم على مستوى المسئولين المصريين كان أهمهم وزير الثقافة، حيث لم تتح الفرصة أمام المواطنين لحضور هذا المهرجان إلا بدعوات خاصة، وذلك خلافًا لما يحدث بالخارج فى المهرجانات بالشوارع.
"أشهر المهرجانات لدعم السياحة على مستوى العالم"
من أهم المهرجانات التى تنفذها الصين لدعم السياحة هو مهرجان النحت على الجليد ومهرجان "رش الماء" والذى يقوم الناس فيه برش الماء على بعضهم البعض وعلى التحف أيضًا، وهناك مهرجان "الشعر الطويل" الذى تقوم فيه النساء بتسريح شعرهن فى الشوارع للتفاخر به، أما فى أسبانيا فيهتم الأسبانيين بمهرجان الطماطم بشكل كبير.
وفيه يتبادل المواطنون كبارًا وصغارًا التراشق بالطماطم كثيرًا وهم فرحين، لم يكن مهرجان الطماطم هو الوحيد الذى يوجد فى اسبانيا، بل أن هناك مهرجانًا للركض أمام الثيران، ويعتبر هذا المهرجان هو الأشهر والأكثر متابعة لكافة الأشخاص حول العالم، كما أن هناك عدد كبير من الأشخاص يحرصون على الذهاب إلى أسبانيا فى توقيت مهرجان الركض وراء الثيران.
مهرجان المصابيح فى تايلاند هو أيضًا من أهم المهرجانات حول العالم، حيث يقوم المواطنون بإلقاء المصابيح فى الهواء فى لحظة واحدة ما يجعل منظر سماء تايلاند مبهج وجميل، وصنفت بعض الإدارات المسؤلة عن تقييم المهرجانات فى العالم هذا المهرجان أنه من أفضل 10 مهرجانات على مستوى العالم.
أما البرازيل فتشتهر دائمًا بمهرجان "كرنفال" الذى تجمع فيه كل ما يخص الثقافة البرازيلية عبر التاريخ فيه، كما يوجد فى المهرجان الأكلات الشعبية البرازيلية التى تجلب محبيها من كل دول العالم.
"المهرجانات وتنشيط السياحة"
وخلال الأعوام الماضية سعى المسؤلين السياسين فى دول عدة من بينها العراق إلى ابتكار عدة مهرجانات لدولهم؛ كى تستطع أن تحقق ربحًا للدولة والاقتصاد بشكل عام، فهى تشجع السياحة عن طريق عدد من الأشخاص حول العالم لحضور هذه المهرجانات والمشاركة بها والتقاط بعض الصور بها.
تعكس إقامة المهرجانات ما تتمتع به هذه الدول من أمن واستقرار وسلام، فلا وجود لمهرجانات فى دول بها حروب وصراعات طائفية أو دول متشددة دينيًا، لذا فإن المهرجانات فى كل دولة تعتبر عامل جذب لكافة الفئات فى مختلف دول العالم، خاصة المهرجانات الثقافية التى تعبر عن ثقافة الدولة الذى يقام بها وحضارتها.
"حملة شباب المتحف ومهرجان الطبول الدولى"
مجموعة من الشباب أسسّوا حملة أسموها "شباب المتحف"؛ كى يستطيعوا من خلالها توعية أفراد المجتمع المصرى بأكملهم بالآثار التى توجد فى محافظات مصر المختلفة، كى ينشطوا السياحة الداخلية بعد الكساد الذى لحق بها مؤخرًا، وذلك فى خطوة منهم لتعريف الناس بتاريخهم وأهمية تنشيط السياحة الداخلية أولا والخارجية ثانيًا.
وفور علمهم بنية وزارة الثقافة لتنظيم مهرجان دولى للطبول فى مصر كان هؤلاء الشباب على علم جيدًا بأن مصر خالية من المهرجانات ولم يعرف المصريون شكل المهرجانات سوى التى يرونها فى التليفزيون بالخارج فقط، ودفع هذا الأمر الشباب ممن هم فى "حملة شباب المتحف" إلى تولى مسئولية الدعاية للمهرجان بشكل كبير على صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعى وفى الشوارع أيضًا.
ويقول حسام عزت "دعمنا المهرجان بجهودنا الخاصة واتولينا مسئولية الدعاية ليه، الناس متعرفش يعنى ايه مهرجانات، ومصر مفيهاش مهرجانات غير الفنية بس ودا اللى خلانا نفكر اننا ننظم الفترة الجاية مهرجانات مختلفة شعبية وثقافية زى الدول بره عشان ننشط السياحة".
وفور دعوتهم للمواطنين المصريين والعرب لحضور الحفل الخاتمى لمهرجان الطبول الدولى أمس استجاب عدد كبير من الناس لحملة شباب المتحف وبالفعل حضروا أمس هذا المهرجان، الأمر الذى دفع هؤلاء الشباب إلى التفكير فى مهرجانات على غرار الدول بالخارج فضلا عن حملاتهم فى مختلف محافظات مصر للتوعية بمعنى المهرجانات وضرورتها، أملا فى عودة السياحة لما كانت عليه من قبل.