يعتبر الشعب المصرى، من الشعوب التى تمتلك اكتفاء ذاتى فى كثير من الأشياء أبرزها تعدد الطقوس والعادات والتقاليد، فمن يتجول محافظات مصر فى اى مناسبة، سيلحظ طقسا مختلفا فى كل محافظة.
و تعتبر مدن القنال التى تشمل "الإسماعيلية، السويس، بورسعيد" مدن متفردة تتشابه طقوسها وعاداتها فى كثير من الاحتفالات و المناسبات، وذلك لأن هذه المدن عاشت ظروفاً متشابهة على مر التاريخ، وخاصة فترات الحرب التى أثرت فى أبناء هذه المحافظات وجعلتهم يتشابهون فى كل شىء.
ويعتبر عيد شم النسيم مناسبة خاصة فى مدن القنال، يحتفلون بها بشكل مختلف، ومن أبرز طرق احتفال مدن القنال بهذه المناسبة وعلى رأسها محافظة الإسماعيلية، التى اشتهرت بحرق دمية "اللمبى" ويجوب بها الأطفال والشباب شوارع المحافظة، و يغنون "يا لمبى يا ابن حلمبوحة مين قالك تتجوز توحة".
وعبر أهالى الإسماعيلية عن كرههم للمندوب السامى البريطانى اللورد "أدموند ألنبى" الذى حكم منطقة القنال أثناء فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر، وحرفوا اسمه إلى "اللمبى"، خاصة إنه اشتهر بقسوته على المصريين وظلمه لهم، وكان يقتل الشباب و الرجال أمام أهاليهم فى الشوارع.
ومنذ جلاء الاحتلال البريطانى اعتاد أهالى الإسماعيلية على عمل "دمية" كبيرة الحجم بشكل ألنبى ويحرقوها، وتتنافس شوارع الإسماعيلية فى ليلة شم النسيم بعمل أكبر دمية وحرقها، وظلت هذه العادة منذ عشرات السنين وحتى الآن، وتمارس هذه العادة فى بورسعيد لكنها تحتل مكانة خاصة فى قلوب شباب الإسماعيلية، وتتفاعل معها النساء بالزغاريد و توزيع الشربات.
واتخذ الإسماعلاوية هذه العادة للتعبير عن كرههم لبعض الشخصيات، ويصنعون دمى بأشكالهم ويحرقوها فى نفس الليلة من كل سنة، و من أبرز الشخصيات التى حرقت الدمى الخاصة بها.
باتمان وسوبر مان
واحتفل أهل الإسماعيلية ليلة شم النسيم أمس بحرق دمى سوبر مان و باتمان وعدد من العرائس فى شوارع الإسماعيلية مثل حى "الشيخ زايد"، و "المحطة الجديدة" و "العرايشية" وتنافس الشباب على نغمات السمسمية فى عمل أكبر دمية وحرقها.
لاعبو النادى الأهلى
يعرف الجميع تعصب أهل الإسماعيلية لفريقهم "الإسماعيلى" وكرههم الشديد للنادى الأهلى المتوارث على مر التاريخ، وكان لاعبو النادى الأهلى على رأس قائمة دمى الحرق فى ليلة شم النسيم، مثل محمد أبو تريكة، و ائل جمعة، عصام الحضرى، حتى إنهم كانوا يعلقون الدمى الخاصة بهم فى المشانق قبل حرقها.
الرئيس السابق محمد حسنى مبارك و وزير داخليته حبيب العادلى:
وكان الرئيس حسنى مبارك بطل "الدمى المحروقة" فى ليلة شم النسيم عقب ثورة 25 يناير، فى إشارة للظلم الذى تعرضت له البلد فى فترة حكمه، وجال أهل الإسماعيلية بدمى مبارك فى شوارع المدينة، حتى اشتعلت النيران فى جميع أجزاء الدمى.
الرئيس المعزول محمد مرسى وصفوت حجازى والمرشد:
وكان لمحافظة الإسماعيلية طريقة آخرى فى التعبير عن رفضها لسياسات جماعات الإخوان المسلمين، وصعنوا دمى بأشكال الرئس المعزول محمد مرسى و صفوت حجازى و مرشد الجماعة وحرقوها وسط ترديد هتافات و أغانى شعبية على موسيقى السمسمية التى دائماً تكون لها الراعى الرسمى لاحتفالات مدن القنال.
داعش
لا يمكن أن ينفصل أهل محافظة الإسماعيلية عن الأحداث السياسية التى تشهدها البلد حتى فى احتفالاتهم، فهم من عاصروا الحروب وشاهدوا لحظاتها الحية وتظل آثارها عالقة فى منازلهم و فى قلوبهم حتى الآن، ولذلك حرقوا شباب الإسماعيلية فى السنة الماضية مجموعة من الدمى وكتبوا عليها داعش، رغم منع حرق الدمى فى المحافظة حينها، لكنهم أصروا على ممارسة عاداتهم فى ليلة شم النسيم.