"احكى يا شهرزاد" مبادرة "هبة" لحل مشاكل الغارمات عن طريق الأزياء

فارق شاسع بين عالم الموضة والأزياء وعالم الغارمات اللاتى قادتهن الظروف المادية السيئة إلى السجن أحيانًا بسبب 90 جنيهًا فقط لا تملكها، وفى المنتصف وقفت مصممة الأزياء الشابة "هبة فارس" التى انضمت حديثًا إلى العمل التطوعى مصدومة بما تسمعه من حكايات وما تعرفه من قصص عن نساء تخلى عنهن الرجل وهرب ليتركهن وحيدات فى مواجهة عجزه عن الوفاء بالتزاماته المادية، ليصبحن مهددات بالسجن والجوع فى وقت واحد.

فكرت "هبة" طويلاً فى كيفية التوفيق بين عملها وما يحتاجه من وقت والعمل التطوعى، وتوصلت فى النهاية إلى أن الحل هو جمع الاثنين معًا واستغلال عملها فى خدمة المجتمع فجاء مشروع "احكى يا شهرزاد".

وتحكى "هبة": "كنت حابة جدًا أساعد الغارمات، فقررت أروح لجمعية مصر الخير وطرحت عليهم الفكرة، حبيت إنى أشغل الغارمات وفى نفس الوقت أساعدهم وهم ساعدونى جدًا وعملنا أول مجموعة أزياء من تصميم الغارمات جزء من أرباحها هيروح لمساعدة الغارمات فى مصر الخير وجزء تانى لمستشفى أورام الأطفال 57357".

وعن الاسم تقول "اخترت الاسم بعد ما بدأت أتكلم مع الغارمات وأعرف حكاياتهم، ولقيت إن كل واحدة وراها حكاية ولا ألف ليلة وليلة، وغالبيتهم زوجهم هو السبب فى اللى وصلوا له وهرب واتخلى عنهم وهم اضطروا يتحملوا أخطاءه، فاخترت اسم "احكى يا شهرزاد".

التغيير الذى تسببت به المجموعة الأولى لـ"احكى يا شهرزاد" لم يقتصر على الغارمات فحسب وإنما أثر بالأساس على هبة التى تقول "بعد ما تطوعت حبيت أقرب من الناس وأسمع منهم وبقى مهم عندى أقعد اتكلم معاهم.. حسيت قد إيه فى مشاكل كبيرة يمكن أكبر من إنى أحلها، وبقيت بتعاطف معاهم أكتر، والأهم إنى ما بقيتش أصدر أحكام مسبقة وما أحكمش على حد قبل ما أتعامل معاه واعرفه واسمع حكايته".

فى الورشة الصغيرة التى تستضيف بها "هبة" الغارمات ليتعلمن وينتجن ترى الكثير من النماذج وتقول "فى منهم بيحبوا الشغل ويستمروا، ومنهم ناس تيجى وتختفى فجأة لأنها كانت عايزة حاجة معينة وخلاص.. وناس تانية ما بتلاقيش نفسها فى شغل الأزياء وبتطلب منى ألاقى لها شغل تانى، وفى ناس بتيجى تفضفض لى وبس".