"أكيد لبسها كان مستفز" العبارة التى تسمعها مرارًا تعليقًا على كل حادثة تحرش جنسى تقع لفتاة، مهما تفاوتت فى قسوتها، وهى العبارة التى تحمل لومًا واضحًا على الضحية على خطأ لم ترتكبه أبدًا.
إذا كنت تعتقد أن هذه العبارة تتردد فى مصر فحسب فأنت مخطئ بالتأكيد، لأن هذه الحجة التى يبدو أنها "عالمية" دفعت مصورة فوتوغرافية أمريكية تدعى "كاثرين كامبرارى" إلى العمل على مشروع مصور يهدف إلى كسر هذه الصورة النمطية من خلال توثيق ملابس النساء الناجيات من اعتداءات جنسية وقت وقوع الاعتداء عليهن.
والتقطت "كاثرين" صورًا فوتوغرافية على خلفية سوداء قاتمة لهذه الملابس والتى أثبتت من خلالها أنها عادية جدًا وبعيدة تمامًا عن الاستفزاز لتقول رسالة مفداها أنه إذا كنت تخدع نفسك بأن ملابسهن المستفزة هى السبب فى تعرضهن للاعتداء فإن ملابسهن العادية جدًا أكبر دليل على خطأك.
وحسب صحيفة "هافجنتون بوست" الأمريكية فإن المصورة قررت بدء هذا المشروع بعد قرائتها كتابًا يوثق للظلم الذى تتعرض له النساء من ضحايا الاعتداء الجنسى.
وقالت للصحيفة إن الكتاب فتح عينيها على ما تتعرض له الضحية من اتهامات ولوم وأسئلة مثل ماذا كانت ترتدى أثناء الاعتداء وهل كانت مخمورة أم لا؟ مشيرة إلى أنها ترى أن هذه الأسئلة هدفها حماية الجانى وليس الضحية. وأضافت "بعض الناس يوجهون اللوم للضحية حتى قبل أن تتاح لها الفرصة لسرد قصتها".
وجمعت "كاثرين" هذه الملابس من خلال مجموعة للناجيات من الاعتداء الجنسى على "فيسبوك" وطالبتهن أن يشاركنها فى مشروعها الذى تقدمت به لجامعة أركاديا فى الولايات المتحدة الأمريكية.
وقالت "طوال عملى على جمع الملابس من الناجيات كنت أخشى أننى بذلك أعيد تذكيرهن بتجاربهن المؤلمة ولكننى فى النهاية كنت واثقة من أن الأثر الإيجابى للمشروع يستحق التجربة، بالإضافة إلى أن المتطوعات بالمشروع شجعوننى كثيرًا".