"يا بختك بتقضى رمضان فى الحرم" هذه أول فكرة تخطر ببال أى شخص يعرف أنك تقضى شهر رمضان فى المملكة العربية السعودية، ويعتقد البعض أنه فى السعودية فقط يمكن لرمضان أن يكون له طعمًا يضاهى طعمه فى مصر.
بهذه التوقعات الكبيرة انتظر "حازم محمد" المهندس المصرى الشاب المغترب بالسعودية والمقيم فى مدينة الخبر، رمضان الأول هناك إلا أن الواقع جاء مختلفًا تمامًا، ويحكى "حازم" "الواحد كان متصور السعودية كلها مكة والمدينة لكن الحقيقة إن الأجواء الروحانية بتكون هناك بس لكن باقى المدن عادى جدًا، حتى المساجد بتقفل أحيانًا بعد الصلاة.. وما فيش أى أنشطة فى الجامع ولا دروس، وصلاة التراويح مدتها فى معظم الجوامع نص ساعة، وما بشوفش اعتكاف فى المساجد".
وأضاف "حازم" الذى يقضى رمضان للعام الثالث بعيدًا عن مصر "أول رمضان غالبًا بيكون الأصعب على المغتربين مش بس لأن الواحد بيبقى بعيد عن أهله وأصحابه، لكن لأن جو رمضان فى مصر مختلف تمامًا، من حيث الجو العام للشوارع والأطفال اللى بتلعب والزينة واللى بيعملوا قطايف وكنافة والأجواء اللى مش موجودة فى أى حتة تانية".
فى العام الثالث له بدأ حازم يتأقلم إلى حد ما على غربته وقضاء رمضان خارج مصر، إلا أن أكثر ما يفتقده حتى الآن هو "الأهل والأصحاب والخروجات بتاعت بالليل.. ودروس الجامع وروح الناس فى مصر".
ويعرض "حازم" باعتباره مغتربا أعزب جانبًا آخر من المشكلات التى يعانيها الشباب المغتربون فى رمضان ويقول "الفطار مش مشكلة لأننا متعودين نعمل لنفسنا أكل أو نتصرف فمش حاسين بأزمة بس المشكلة فى السحور لو حد راحت عليه نومة وماحدش من أهله فى مصر صحوه، أو حد من أصحابه هنا صحاه بيتنسى وخلاص كده".
فى السعودية أيضًا يقضى "عبدالله العباسى" 26 عامًا رمضان للعام التاسع على التوالى مع أسرته الصغيرة المكونة من زوجته وطفليه، قال "بحكم إنى مولود فى السعودية وقضيت جزءا كبيرا من حياتى فيها اتعودت على رمضان هنا لكن رمضان مصر غير هنا خالص، كل حاجة فى مصر ليها طعم لمة الفطار والمدفع وصلاة التراويح فيها حياة".
أما أهم ما يفتقده "عبدالله" هو الإفطار مع الأصحاب والسهرات التى لا يوجد مجال لتعويضها ويقول "فى رمضان مواعيد الدوام بتخلى كل يومنا من الشغل للبيت ومن البيت للشغل".