أبو عصام رجل بسيط كان موظف حكومة وفجأه وجد نفسه بلا عمل، فقرر يشتغل علشان يأكل هو وأسرته، لكن الفلوس اللى معاه كانت قليلة جدا لم يجد أمامه سوى أن يبيع "الزلابية" بجوار مجمع المحاكم، ولم يكن يعتقد أن يصبح أشهر بائع زلابية بالمنيا، وينظره الزبائن بالطوابير.
استطاع أبو عصام أن يكسب ثقة الزبائن، فقرر أن يكون له دور اجتماعى وتثقيفى من خلال الكلمة، اشترى لوحا خشبيا ووضعه خلف ظهره وهو يقف أمام مقلاتة الصغيرة، وبدأ يكتب كل يوم لوحة ورقية صغيرة ويضعها على لوح الخشب، وبها عبارة أو أقوال مأثورة أو شعبية تحمل معنى الحكمة والتعلم، وبمرور الأيام بدأت تلك الكلمات والعبارات تستوقف الكثيرين لقراءتها، سواء من زبائنه أو حتى المارة بجوار مجمع المحاكم.
يقول بائع الصحف الملاصق لـ"أبوعصام"، إنه رجل طيب يحاول أن يثقف الناس من خلال تلك اللوحة البسيطة، يأتى كل صباح وقبل أن يبدأ العمل يعلق لوحته الصغيرة التى تحمل مثلا شعبيا أو حكمة تفيد الشباب.
وأضاف رضا بائع الصحف، أن أناسا كثيرين يتوقفون لقراءتها، وعندما سألته أنت بتعمل كده ليه رد قائلا "هوايتى" اللوحات يكسوها التراب، رغم ذلك كلماتها واضحة جدا ومكتوبة بالقلم الجاف، ومن أشهر العبارات المكتوبة على تلك اللوحات "لو صاحبك ملوش لازمة متعملوش رباط جزمة"، "القرب من الله راحة تغنينا عن كل البشر"، و"خليك فى حالك ربنا يصلح حالك"، و"حنفى تنزل الماردى" و"خايف تبقى 16 زى 15 بناقص"، وغيرها من الكلمات التى تحمل مآسى وأحزان رجل قرر أن يعمل من أجل أن يأكل.