لم يكن رمضان شهرا للصيام وفعل الخير والكرم وفقط، إنما هو شهر التوبة والامتناع عن ارتكاب الذنوب والخشوع والخضوع إلى الله عز وجل، فمهما عظم ذنبك ومهما زادت خطاياك لا تيأس من رحمة الله واطمع فى توبة نصوحة وابدأ بهذا الشهر الكريم، هذا ما دلتنا عليه قصة التوبة الشهيرة التى تحولت إلى جزء من التراث، وجاءت فى حديث رواه "مسلم" عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم"، يحكى عن رجل أنه قتل 99 رجل، لكنه قرر أن يتوب ويندم على ما فعل فذهب إلى أحد العلماء ليسأله إذا ما كانت التوبة تقبله أم فات الآوان، فرد عليه العالم بقول يفيد أنه بعيد عن رحمة الله فقتله، ثم ذهب ليسأل عالم أخر فأكد له "رحمة الله واسعة".
فأخذ السفاح بهذا الرأى وكأنه تعلق بقشة تنقذه من الغرق فى ذنوبه وكبائره، وسعى فى الأرض ليبحث عن التوبة ويجتمع مع المسبحين والمصلين والمتعبدين لله، وانتقل من بلدة لأخرى باحثاً عن تقبل التوبة، وفى طريقة ورحلته للانضمام لعباد الله الصالحين مات الرجل فغفر له ربه ومسح عنه خطايا، وقيل إنه قد مات فى أيام شهر رمضان الكريم.