بين وجوه كثيرة يتواجد محمد لا يمكن أن تتعرف على جنسيته بسهولة، فوجهه مصرى أصيل لكن بمجرد أن يتحدث تعرف على الفور أن محمد يحمل الجنسية اليمينة، حاله لم يختلف كثيراً عن حال مواطنى سوريا وليبيا، الذين جاءوا إلى مصر هرباً من الحروب فى بلادهم، 14 عاماً هم عدد السنوات التى قضاها محمد فى مصر مع أسرته، بعدما ضاقت الأوضاع الاقتصادية فى اليمن وبدأت النزاعات السياسية.
بصوت مبحوح ونبرة متقطعة يتحدث محمد عن المعاناة التى جعلته يترك بلده مع أسرته منذ عام 2002، ويعيش فى مصر ليكمل تعليمه فى أمان بعيداً عن النزاعات والحروب الأهلية التى نراها يومياً على شاشات التليفزيون، ويرى أن الحروب فى اليمن وسوء الحالة الاقتصادية لم يتركوا مكان للفرحة والإحساس بالأجواء الرمضانية.
يحكى محمد لـ"انفراد" عن الفروق الجوهرية بين رمضان فى مصر وفى اليمن، ويقول: "مفيش رمضان فى اليمن، رمضان هناك مجرد إنك تفطر فى البيت وبس، الناس بتخاف تنزل، أنت هنا فى مصر ممكن تنزل بالليل وتسهر وتروح حفلة، أو تقعد على القهوة، لكن فى اليمن الوضع مختلف فى كل حاجة الحالة الاقتصادية ضعيفة أوى بشكل أصح منهارة، الناس مش بتلاقى الأكل عشان تزين الشوارع، لكن هنا مظاهر الاحتفال كلها موجودة، بتشوف حاجات جديدة كل سنة من الفوانيس اللى اتعودنا نشتريها، للزينة والسهر فى الحسين والخروج مع الصحاب".
وبضحكة عريضة يتحدث محمد عن طقوسه الرمضانية فى مصر ويقول "أنا بستنى اتفرج على المسلسلات بتاعة رمضان كل سنة، وطبعا بستنى مسلسل الزعيم عادل إمام، ده غير بقى البرامج بتاعت المقالب، وبتفرج على الناس فى الشارع وهم بيعلقوا الزينة، وإزاى بيبتكروا فى أشكالها أو يعملوا من خلالها إسقاط على حاجة معينة"، وأضاف "انا بس نفسى ألاقى شغل، لأنى خلصت دراستى وبحاول أدور على شغل بقالى فترة كبيرة ومش لاقى، و ناوى إن فى رمضان السنة دى أنزل مع أصحابى فى مناطق كتير غير الحسين عشان أتعرف أكتر على الأجواء الرمضانية فى كل حتة فى مصر".