هل بحثت فى "البروفايل" الخاص بأصدقاء لك على الفيس بوك أو أشخاص لم تقابلهم، ثم بدأت مقارنة حياتك التقليدية المملة بحياتهم التى تراها مثيرة ومتجددة من خلال صور يلتقطونها لأنفسهم من أماكن حول العالم؟
من الممكن أن تكون قد وقعت فى فخ مقارنة نفسك بأصدقائك أو زملائك فى العمل لأسباب فى مخيلتك أنك بذلك تعيد تقييم نفسك، ولكن ماذا كانت النتيجة؟
إن النتيجة محسومة ولكنها ليست لصالحك، لأن هناك خيطا رفيعا يفصل بين المقارنة من أجل تطوير الذات وبين جلدها، فإذا تخللك الشعور بالإحباط بدلًا من الحماس للتغيير بسبب مقارنة مظهرِك بالقوام الممشوق لإحدى الفنانات أو لقلة ثقافتك ومعرفتك بالنسبة لصديقك، أو لحصول زميلك فى العمل على ترقية قبلك فإنك بذلك قد دخلت فى "منطقة خطر".
قد لا ننكر دور مواقع التواصل الاجتماعى التى تسمح لنا بمشاهدة كم هائل من المحتوى والصور التى تجعل البعض ينظر إلى سلبياته طوال الوقت ويعقد مقارنات مع الآخرين، لذلك نشر موقع صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية 3 أسباب تجعلك تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين.
1) بتدمر نفسك ع الفاضى
"المقارنة هى موت للفرح" – هذه هى إحدى مقولات الكاتب الأمريكى مارك توين وقد صدقت عليها العديد من الدراسات التى وجدت أن المقارنات تعتبر مرتعًا لتنامى المشاعر السلبية لدى الإنسان مثل: الغيرة، وقلة الثقة بالنفس واليأس.
كذلك مقولة مأثورة مثل "اللى يشوف بلاوى الناس تهون عليه بلوته"، أو أن تقارن نفسك بشخص آخر أقل منك هو أمر قد يكون فى حد ذاته ضارٌ بك حتى وان كان يشعرك بالرضا، لأنه من الممكن أن يدخل فى نفوس البعض الشماتة أو الفرح لابتلاء قد أصاب الله به غيرك ومنعه عنك.
2) المقارنة غير عادلة
حسب دراسة فى "الشخصية وعلم النفس الاجتماعى" فإن الأشخاص لا يبوحون بسلبياتهم للآخرين بينما يرون إيجابيات غيرهم بشكل مبالغ فيه، لذلك فإنك تقارن بين ما تخفيه أنت من سلبيات فى نفسك وما تراه ظاهرًا من إيجابيات فى غيرك مما يجعلها مقارنة غير عادلة.
من الممكن أن يكون ما يلمع عند غيرك ذهبًا حقيقيًا كما أنه أيضًا من الممكن أن يكون غير ذلك، فلا تأخذ بالمظاهر.
فكلما وجدت نفسك تعقد مقارنة مع شخص آخر توقف قليلًا واسأل نفسك: هل هذه المقارنة عادلة وأنا لا أملك المعلومات الكاملة عن الشخص الآخر؟
3) لا تساعدك على الوصول لأهدافك
عندما تبدأ فى مقارنة نفسك بالآخرين فإنك بذلك تبخس نفسك حقها فى أن تعيش حياتك أنت أو حتى تحاول تطويرها، ولكن ما يحدث هو أنك تبعد عن الطريق لتحقيق أهدافك التى قد رسمتها لنفسك منذ البداية.
لذلك كرّس وقتك ومجهودك للتركيز على أهدافك، وكلما راودك شعور المقارنة، قم بتخيل نفسك وقد وصلت إلى آخر العمر وتنظر إلى الخلف لترى ما حققته فى الدنيا من إنجازات تريد غيرك أن يذكرك بها.
فهنا يمكنك أن تقارن هذه القيم الشخصية كمقياس لنجاحك بدلًا من المقارنة بإنجازات من حولك.