لم يبق سوى دقائق على وقت الأذان، وقد اعتمرت الطاولة بمختلف أصناف الطعام من كل قطر عربى ، فكل فتاة أعدت طبقا من منطقتها الممزوجة بالطعم الرمضانى ، وبدأت الفتيات بالعمل بوتيرة أسرع كخلية نحل لإنهاء الإفطار، فعادة ما يرتبط شهر رمضان فى مخيلتنا بصور الصلاة والعبادة والروحانيات، والتراحم الأسرى والتلاحم فى المجتمع، والموائد العامرة بأصناف الطعام والشراب المختلفة، وهذه الأمور تعطى رمضان سحرا يكاد أن يكون ملموسا فى المنازل المصرية، لكن هناك فتيات قررن عدم قضاء رمضان مع عائلاتهن وأصدقائهن، فقد تركوهم وسافرن ليعيشن مع غيرهم من المغتربين تجربة رمضان بعيداً عن العائلة والتقاليد المرتبطة بالعائلة والبلدة.
"حسناء وإيمان وسارة " فتيات حضرن كل منهن من بلدة مختلفة عن الأخرى، إحداهن من الإسكندرية وأخرى من المنصورة وغيرهم من انجلترا ومن أصل لبنانى، وتجمعن فى شقة بمنطقة الدقى بالجيزة، وتحملن مسئولية انفسهن، وأجبرتهن ظروف عملهن على قضاء شهر رمضان بعيداً عن ذويهن وفى مكان مخصص لهن لقضاء أيامهن، حيث تمير شهر رمضان بصفة لكل منهن فمنهم من رآه مسئولية ومنهم من رآه لمة، وآخر وصفه بالمشقة والوحدة
رمضان المسئولية:
يعيش الفتايات المستقلات "المغتربات" الأربعة فى رمضان بشكل مختلف حيث يقضين ساعات العمل لإعداد الفطور مع بعضهن البعض ويقومن بتوزيع مهام المنزل عليهن بالتساوى، وكل منهن يكون على عاتقها أحد المسئوليات سواء تحضير الإفطار او شراء أشياء المنزل المطلوبة للإفطار او السحور وأخرى ترتيب المنزل، والأخرى غسيل الأطباق بعد الافطار، و احياناً يفطرن فطورا سريعا حسب المتوفر، ويقومون بتوزيع الاموال المطلوب صرفها طوال الشهر عليهن بالتساوى لانجاز ميزانية رمضان.
رمضان السمر:
وتروى حسناء من الاسكندرية، إحدى الفتيات المستقلات لـ"ليوم السابع" قائلة : "أحلى شيء فى حياتنا فى رمضان الاجتماع للسمر مع صحباتى فى المنزل ليلاً ومشاهدة المسلسلات سويا بعد ساعات العمل الشاقة والدراسة ، والسهر سويا حتى موعد السحور، فصحباتى فى السكن هم من يهونون عليا وجودى وحيدة فى القاهرة، قائلة على الرغم من صعوبة الغربة خصوصا فى رمضان، هناك ميزة هى تعرفنا على أشخاص وعادات جديدة جميلة.
رمضان سحور الشارع:
وتحكى ايمان من الاسكندرية ان أهم مايميز شهر رمضان فى حياة الاستقلال عن الأسرة هو الحرية وقضاء حفلات الليالى الرمضانية بشوارع مصر القديمة والسحور خارج المنزل سواء عربيات الفول أو السحور بالحسين ، والخروج سويا من أجمل مشاعر التآلف التى شعرت بها. معهم فى المنزل"
رمضان الوحدة الوطنية:
سارة مسيحية انجليزية لبنانية الأصل مقيمة بالقاهرة، أعيش أصحابى الذين يحترمون ديانتى احترم ديانتهن، أعد لهن الإفطار ويشاركوننى فى الأكل عندما أعود من العمل، لا أعرف كيف هو جو رمضان سوى معهن لأننى لم أقض رمضان من قبل فى انجلترا، لكننى أحس بجو من الراحة والسعادة فى هذا الشهر وأشعر بأن جميع المسلمين والمسلمات هم إخوتى وأخواتي. "