دخل كلية الطب بإرادته محملاً بآمال كبيرة لمساعدة المرضى واختراعات جديدة لعلاج بعض الأمراض المستعصية، لكن سرعان ما اصطدم بالواقع المملوء بالصعاب وقلة الإمكانيات، ومع ذلك لم يفقد أمله، وقرر أن يسعى بما يملك، وهى موهبته لتخفيف آلام المرضى ربما لبعض الوقت، محمد بسيونى طبيب امتياز وشاعر يحترف كتابة القصيدة النثرية التى يعتبرها ثورة فى مجال الشعر.
وما بين الطب والشعر، تبدأ قصة محمد ببعض الكلمات البسيطة التى لا يعبأ لها وهو صغير، لكنه أدرك سحرها مع تقدمه فى العمر ونضجه فى الكتابة ومواجهته لقسوة التجارب الشخصية.
يعيش محمد معاناة أبناء جيله فى صعوبة تحقيق الأحلام، وما بين الطموح والواقع والمادة يقع الشباب فريسة للإحباط المؤدى لقسم الاستقبال.
ولعل الموقف الذى جعله أكثر تمسكا بالكتابة، رؤيته لزميل له فى نفس عمره يأتى على كرسى متحرك مصاب بجلطة ومحملا بأمراض رجل فى التسعين، كان ذلك فى أول يوم عمل له.
عرف برجل الابتسامة الراضية وصاحب الأشعار التى ينتظرها المرضى، فكان القسم عالم ملىء بالقصص، يحرك داخله غريزة الشاعر، لطبقات مختلفة يجمعها الألم والأمل فى الشفاء، حيث يقول محمد "ثقة المريض وأهله قبل حقنة البينج كلها حاجات بتهون الاستريس اللى بتعيشه ٢٤ ساعة، وبتخلق قصتك الخاصة اللى عايز تحكيها للناس".
ينتظر محمد صدور أول ديوان له، يتناول فيه معاناة الشباب فى العقد الثالث، متمنيا أن يجد كل شاب أبسط حقوق العيش الكريم، وللمرضى أفضل الإمكانيات للشفاء.