تظل الأحاديث مراراً وتكرراً مهما كثرت قليلة على أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكل قطعة فى بيت رسول بها ذكرى لإحدى زوجاته التى كانت حياتهن مليئة بالمواقف الهامة التى تعبر عن دور المرأة فى الإسلام، وكيف تكون المرأة دعماً لزوجها ودينها وكيف تكون جديرة بدخول بيت النبوة، لما أعطاهن الله عز وجل من صفات جعلتهن مميزات فى كل شىء، وأكبر ميزة أنهن زوجات المصطفى صلى الله عليه وسلم، وبالرغم من تعدد زوجات النبى، إلا أن كل زوجة من زوجاته تحتاج إلى كتب لتحكى عن حياتها مع رسول الله وكيف يكون عوض الله للنساء عندما يزوجهن من رسوله وحبيبه محمد، الذى يملك معاملة خاصة مع زوجاته، لو طبق الرجال حالياً جزء بسيط منها، لأغلقت محاكم الأسرة وعاش الأزواج حياة أحلى كثيراً من تلك التى يقرئون عنها فى الروايات ويشاهدوها بشغف فى المسلسلات، ويعرفون معنى الحب فى الله بعيداً عن أى شىء آخر، وكيف يكون الرجل رجلاً لزوجته وبيته، وكيف تكون المرأة كاملة بعقلها وقلبها حين تساعد زوجها وتحفظه.
ولأن بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يخلُ من القصص والمواعظ مع نساءه فتعتبر قصة رسولنا الكريم مع زوجته السيدة صفية بنت حيى ابن أخطب اليهودية ابنة أحد سادة يهود خيبر، وزوجة رجل من أعتى يهود خيبر، لم تكن حياتها مع قومها بالشكل الذى تتمناه، ولم تكن نهايتها مع قومها بالشكل الذى تتوقعه، فقد عاشت وسط اليهود على ملتهم دون أى مشكلات، حتى جاءت غزوة خيبر وانتصر المسلمين على يهود بنى خيبر، وأسروا منهم الكثير من الرجال والسبايا، وكانت السيدة صفية من ضمن السبايا، ثم جاء أحد الأشخاص من رسول الله يطلب منه جارية فوافق رسول الله وأعطوه السيدة صفية، ثم أخبر أحد الصحابة رسول الله بأمرها فطلب أن يراها لما علم بمكانتها وعرض عليها الإسلام فأسلمت، ثم أخبرته برؤية كانت رأتها قبل الغزوة، وقصتها على زوجها فأخبرها إنها تتمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما علم رسولنا الكريم أعتق رقبتها وكان ذلك هو صداقها وتزوجها وهى فى سن الـ17 سنة، ودخلت السيدة صفية إلى بيت النبوة وهى الصغيرة فى العمر جميلة الطلعة، صاحبة القلب النقى والعقل الفطن الذى والحس المرهف، لذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يحبها بشكل خاص ويتعامل معها بعطف ويشملها بحنانه بشكل دائم لأنه يعرف طبعها اللين وقلبها الطيب، وجاء عدد من المواقف التى تدل على طيبة قلب السيدة صفية وحب رسول الله لها، إذ قالت لها زوجة رسول الله السيدة حفصة بنت عمر قالت لها يا ابنة اليهودى، فحزنت السيدة صفية وأخذت فى البكاء حتى علم رسول الله فدخل عليها ووجدها تبكى فحكت له ما حدث، فأخذ يهدئ من روعها وويمنعها عن البكاء ثم قال لها أنت ابنة نبى وزوجة نبى وقال للسيدة حفصة "اتقى الله"، فكان دائماً رسول الله صلى الله عليه وسلم محب لزوجاته ومخلصاً لهن، وكانت السيدة صفية رضى الله عنها أرضاها شديدة التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد وفاته كانت دائمة الوصل بقومها على الرغم من عداوتهم الشديدة للإسلام، إلا إنها كانت محبة لصلة الأرحام إذ كان يوصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم دائماً، وكانت السيدة صفية خير من طبق سنته، لذلك كانت تتمتع بمحبة جميع اهل بيت النبوة وبشكل خاص السيدة عائشة.