ذلك الصندوق الصغير الساحر الذى يقبع فوق رف أو على طاولة فى أحد أهم أركان المنزل، يبث سحره من جميع أنحاء العالم ويربط أهل البيت به، يضبطون مواعيدهم على برامجهم المفضلة ويرتبون سهراتهم مع السهرات التى يبثها وعلى مدار سنوات طويلة ارتبطت الإذاعة بمشاهد كثيرة من حياة المصريين وتشكل جزءًا كبيرًا من ذكرياتهم فى هذه الأوقات.
واليوم فى الذكرى السابعة بعد المئة لبث أول رسالة إذاعية لمسافات طويلة من برج إيفل نسترجع 5 مشاهد لعب فيها الراديو دور البطولة فى حياة المصريين..
"حفل أم كلثوم"
فى الخميس الأول من كل شهر، يلتف جميع أفراد الأسرة حول الراديو، قد يكون ذلك فى حضور بعض الضيوف الذين يتزاورون بهذه المناسبة، وقد تأنق الجميع، تحضر النساء الشاى وتقدم معه التحلية، ويتبادل الجميع الحديث حتى يعلن المذيع فتح الستار ومعه يصمت الجميع فى حضرة "الست".
"نتيجة الثانوية العامة"
مشهد خبرته جميع الأسر المصرية قبل عصر الإنترنت، حين كان جميع أفراد الأسرة يلتفون حول الراديو، الصمت يعم جميع البيوت والترقب هو سيد الموقف، لا يهمس أحد بأى صوت إلا حين يسمعون رقم الجلوس المنتظر الذى يرادف إعلانه فى الراديو نجاحه.
"المذاكرة"
مشهد آخر مرتبط بالثانوية العامة كان الراديو بطله فى حياة الكثير من المصريين، حين ينام جميع من فى البيت ويعمه الهدوء ولا يجد الطالب أنيسًا له سوى صوت الراديو الذى يساعده على السهر وتمضية الوقت أثناء المذاكرة.
"خطب جمال عبدالناصر"
بصوت جهورى يعلن المذيع قطع البرامج التى يتم بثها لأن هناك خطابًا من السيد الرئيس جمال عبدالناصر بعد قليل، ويكون ذلك بمثابة إعلان حالة طوارئ فى البيوت المصرية حيث يترك كل شخص أى شيء ويتفرغ فقط للاستماع إلى كلمة الزعيم جمال عبدالناصر، بمحبة واهتمام وشغف.
"معاكسة الجيران"
قبل عصر وسائل التواصل و"الموبايل" كان الراديو بطلاً فى الكثير من قصص الحب بين "ابن الجيران" وجارته الشابة، يتبادلان من خلاله رسائل غرام مستترة من خلال أغنيات الراديو، لا يفعلون من أجل تبادلها أكثر من رفع صوت الراديو وتقريبه من الشباك المجاور للجيران.