فى عام 2013 بدأت سلطات عالمية، مثل الاتحاد الأوروبى تنتبه إلى أن صناعة الأزياء هى واحدة من أسوأ مصادر التلوث فى العالم، حتى أنها تأتى فى المرتبة الثانية بعد النفط.
جاء هذا بسبب المواد الكيميائية الضارة التى تستخدم خلال عملية الإنتاج ومستويات هدر المياه والاستهلاك المفرط لها، بالإضافة إلى المخاطر الصحية التى يتعرض لها العاملين فى هذه الصناعة.
وحتى الوقت الحالى لم يتغير التأثير البيئى للموضة، ولا يزال الوضع قائمًا حتى الآن، ووفقًا لمنظمة الصليب الأخضر فى سويسرا فإن المبيدات الحشرية المستخدمة فى زراعة القطن المستخدم فى النسيج لا يزال واحدًا من أكبر ستة ملوثات فى العالم.
ومع ذلك، على الرغم من التحديات البيئية الكبيرة التى تواجه صناعة الأزياء بدأت علامات أزياء عدة حول العالم تبادر لإنهاء هذا الوضع، وتراعى البيئة أكثر فى صناعتها، ورصد موقع مجلة "فوربس" الأمريكية 4 من هذه العلامات وطرقها المختلفة لدعم البيئة..
"لى فايس" وتجربة ترشيد استهلاك الماء..
فى عام 2007 أجرت علامة الأزياء "لى فايس" تقييمًا لدورة إنتاج 501 زوجًا من الجينز، وكانت النتائج مثيرة للدهشة خاصة فى ما يتعلق باستخدام المياه فى دورة الإنتاج، حسبما قال أحد مسؤولى الشركة "مايكل كوبورى"، وكررت "لى فايس" التجربة ذاتها عام 2015، وهو ما دفعهم إلى البحث عن طرق جديدة ومبتكرة للتقليل من هدر المياه.
وأضاف المسؤول "زوج الجينز الوحيد يستهلك ما يقرب من ألف جالون من الماء فى دورة إنتاجه بالكامل، بدءًا من زراعة القطن وصولاً للمستهلك"، وتابع "اعتمدت الشركة تقنيات أخرى للتقليل من كمية المياه المستخدمة فى تصنيع البنطلون الجينز بنسبة تصل إلى 96%.
ومنذ إطلاق هذا التكنيك الجديد وفرت الشركة أكثر من مليار لتر من المياه، ونهدف إلى الاستمرار فى توفير المزيد فى كل المنتجات التى نقدمها".
علامة "FEIT" للأحذية تركز على الاستدامة
أما تجربة علامة "Feit" للأحذية فكانت مختلفة، حيث ركزت أكثر على إنتاج أحذية مستدامة تعيش وقتًا طويلاً، من أجل الحفاظ على البيئة من تأثير المخلفات وحماية مواردها أيضًا.
وقال "تال وجوش" أحد المؤسسين المشاركين بالشركة، إنهم يحرصون على أن تتم صناعة الجلود من خلال مدابغ صغيرة مملوكة للأسرة فى أوروبا تركز على التقليدية وتتم عملية الإنتاج بعيدًا عن المعادن وتعتمد على الدباغة النباتية منعًا لإيذاء البيئة.
"بيرتون" تركز على تغير المناخ
زاوية بيئية أخرى ركزت عليها علامة أزياء "بيرتون" حيث قال "على كينى" المدير المسؤول عن الاستدامة فى "بيرتون" إن التغير المناخى وأثره على سفوح الجبال مصدر القلق الرئيسى للشركة، لذلك تحرص على محاولة معالجة الجوانب المختلفة لتأثيرها على البيئة وتركز أكثر على تغير المناخ.
وتتبع "بيرتون" نهجًا فى الاستدامة يجعلها تستثمر فى التكنولوجيا مثل برنامج تقييم دورة الإنتاج الذى يهدف إلى معرفة الأثر البيئى لمنتجاتها بدقة.
كما تستخدم الشركة مواد كيميائية آمنة قدر الإمكان وتحرص على عدم إهدار مواردها أو التسبب فى تلوث الهواء أو الماء.
"ماريميكو" تستثمر فى الملابس المستدامة
فى مايو الماضى شاركت شركة "ماريميكو" فى قمة تحدى تصميم الأزياء بكوبنهاجن التى تعد واحدة من الأحداث الرائدة فى العالم، وكانت من بين 3 علامات تجارية حصلت على منحة لإنشاء خزانة الملابس المستدامة.
والملابس المستدامة تعنى الملابس ذات النوعية الجيدة التى تصلح للاستهلاك المستدام والتى يمكن إعادة تدويرها وتعيش لوقت طويل وتحرص الشركة على أن يكون إنتاجها له الحد الأدنى من التأثير على البيئة.