وجوه بسيطة تحمل ملامحها نظرات الصبر والعجز والرغبة فى حياة آخرى لا تشبه ماهم عليه الآن، معاناة حقيقية يعيشها ذوى الاحتياجات الخاصة يومياً فى الشارع مصرى، مابين نظرات الشفقة التى يرشقهم بها المارة، والشوارع التى تلفظهم فى صمت بعدم وجود أية تجهيزات خاصة لمساعدتهم على المرور بها، وبين إحساس بالعجز يصل إلى ذروته وقت عبور الشارع أو صعود أحد الأرصفة.
ولأن المعاناة قد تكون كثيراً سبباً للإبداع، كانت فكرة طلاب الهندسة بمودرن أكاديمى ليكون مشروع تخرجهم كرسى متحرك لذوى الاحتياجات الخاصة يعمل بإشارات المخ والموبايل والصوت نتاج ساعات طويلة قضاها 11 طالبًا بين جدران الورش وفى زوايا الكلية.
وعن المشروع يتحدث أحمد حسن رئيس اتحاد كلية الهندسة بمودرن أكاديمى وأحد المشاركين فى المشروع ويقول لـ"انفراد": "كنا نفكر فى شىء جديد يخدم المجتمع وبشكل خاص ذوى الاحتياجات الخاصة وحاولنا أن نستثمر ما تعلمناه بقسم هندسة الاتصالات لنصل إلى كرسى متحرك لأصحاب الإعاقة يعمل من خلال إشارات المخ والموبايل والصوت، بمعنى أن مستخدم الكرسى إن فكر فى رغبته فى الحركة إلى الأمام سيتحرك الكرسى إلى الأمام".
لم يكن تنفيذ المشروع بالبساطة التى يتحدث عنها الطلاب بل كان أمامهم عراقيل كثيرة يتذكرها أحمد "الفكرة يمكن أن تكون متواجدة من قبل، لكن تقنية استخدام إشارات المخ والموبايل والصوت كان جديدنا، والصعوبة كانت تكمن فى التجربة ونجاحها وهذا ما استغرق منا شهور حتى جربناه على أحد الأشخاص كنا هنموت من الفرحة عندما وجدنا الكرسى يعمل كما صممناه".
التقنية الجديدة والفكرة الإنسانية أهلت المشروع ليتوج بجدارة كأفضل مشروع فى كلية الهندسة بمودرن أكاديمى وعن هذه اللحظة يحكى أحمد "نسينا كل التعب عندما فاز المشروع بأفضل مشروع على مستوى الأكاديمية، وسنشارك به فى يوم الهندسة المصرى، ونحلم بأن يتواجد تمويل لمشروعنا وينفذ لأنه بالتأكيد سيهب حياة جديدة لأصحاب الإعاقات وسيجعلهم يعيشون بشكل أسهل، حينها ستكتمل فرحتنا الحقيقة".