حين تختفى الرحمة من قلوب البشر يصبح القتل أسهل ما يمكن، فمنذ زمن بعيد فى سيرك بمدينة كينج سبورت بولاية تينيسى الأمريكية كانت الفيلة "مارى" تشارك فى عروض الحيوانات التى يتم تقديمها بالسيرك 1916 ، وبدأ العاملون بالسيرك الاستعداد لعرض كبير يجوب الشوارع ، ويسيرون فى مواكب بين المدن من أجل الترويج لعروضهم وإقناع الجمهور بدخول العرض، وكان المدرب "ريد" الذى تم تعيينه بالسيرك قبل يوم واحد فقط من العرض يجوب الشوارع وهو جالسا على الفيلة "مارى" ولكنه لم يكن لديه خبرة فى التعامل مع الأفيال.
وكان المدرب يحمل أداة ذات رأس مدببة، يتم استخدامها فى وخز الفيلة بها أثناء التدريبات حتى تتعلم طاعة الأوامر، وفى يوم العرض، كانت مارى تعانى من تورم جلدى بالقرب من فمها يسبب لها ألما لا يوصف، وأثناء العرض شاهدت "مارى" قشرة بطيخ وتوقفت لتناولها ، فحاول المدرب أن يجلعها تواصل الحركة ولكنها رفضت واستمرت فى تناول قشرة البطيخ، فما كان منه إلا أن وخزها فى منطقة التورم التى تؤلمها.
وهنا جاء رد فعل "مارى" بسرعة البرق وجذبته من فوقها بخرطومها وألقته على الأرض وداست على رأسه بقدمها فانفجرت رأسه وتناثرت الدماء على الطريق، مما أثار الهلع والذعر لدى الناس بالشوارع ، فصرخوا وطالبوا بقتل الفيلة ، وتم إطلاق الرصاص عليها لكنها لم تتأثر، وطالب سكان المدينة بالقصاص من الفيلة مارى.
واتفق الجميع على إعدام "مارى"، الفيلة التى لا تستطع الحديث أو الدفاع عن نفسها، لكنهم لم يتفقوا على كيفية الإعدام، وبدأت الاقتراحات تتوالى بشأن طريقة إعدامها وأى أسلوب يمكن اتباعه حتى يتم التخلص من الفيلة القاتلة، واقترح البعض تعرضها لتيار كهربائى عالى، واقترح آخرون إطلاق الرصاص عليها، بينما كان البعض أكثر دموية حين اقترحوا أن يتم ربط أطرافها بين قطارين وسحبها حتى الموت، وظلت الاقتراحات تتوالى حتى وصلوا إلى حل آخر وهو إعدامها شنقًا فى ميدان عام.
وهنا أدرك مالك السيرك أن الفيلة ستقتل فى كل الأحوال وسيخسر ثمنها، فقرر أن يكسب من ذلك الموقف الخاسر حتى لو تسبب فى عذاب لا داعى له للفيلة ، وقرر شنقها، واستعار مالك السيرك رافعة تستعمل لرفع عربات القطار وتستطيع حمل 100 طن، من مدينة إيرون التى كان ينوى السيرك زيارتها لإقامة عروض هناك، وبدلا من دفع مقابل مادى لاستعارة الرافعة، عرض على أهالى مدينة إيرون حضور شنق الفيلة مارى .
وفى يوم الشنق اقتادوا الفيلة التي اعتادت أن تقف فى الميادين من أجل تقديم العروض البهلوانية، إلى ميدان عام يكتبون فيها نهايتها، وأمام آلاف من الجماهير أيضًا وقفت «مارى» للمرة الأخيرة، واجتمع الصغار والكبار لرؤية اللحظات الأخيرة من حياة الفيلة مارى ، وتم ربطها بحبل وتعليقها فى الرافعة فسقطت وانقطع الحبل بسبب وزنها الثقيل، مما أدى إلى كسور فى ساقها سمع صوته الحضور، ثم تم رفعها مرة أخرى وبدأت تختنق وتصدر أصواتا تعبر عن عذابها وألمها، وظلت مارى مشنوقة لمدة نصف ساعة، ثم فحصها طبيب بيطرى وأعلن وفاتها، بعد أن ماتت قلوبهم فى اللحظة التى قرروا الانتقام فيها بتلك الطريقة من مجرد حيوان.